رحيل حسين سرمك حسن: في التحليل النفسي للأدب

28 ديسمبر 2020
(1956 - 2020)
+ الخط -

رحَل أول أمس السبت الناقد والكاتب العراقي حسين سرمك حسن (1956 – 2020)، في أحد مستشفيات تركيا بعد إصابته بعجزٍ كلويٍّ إثر مضاعفات جائحة كورونا، والذي يعد من أبرز المتابعين للمشهد الثقافي في بلاده خلال أكثر من ثلاثة عقود، إلى جانب بحثه المتخصّص في التحليل النفسي للنصوص الأدبية.

وُلد الراحل في محافظة الديوانية، ونال درجة البكالوريوس في الطب والجراحة العامة من "جامعة بغداد" عام 1980، وكذلك درجة الماجستير في الطب النفسي والعصبي من "جامعة عين شمس" في القاهرة سنة 1990، ووضع العديد من المؤلفات في الطب والنقد، حيث حاز جائزة نقابة الأطباء العراقيين مناصفة لأفضل كتاب طبي عن دراسته "المشكلات النفسية لأسرى الحرب وعائلاتهم" عام 2020.

في كتابه "التحليل النفسي لملحمة جلجامش" (1999)، يفترض حسن أن الإنسان المعاصر لم يبتعد كثيراً عن جلجامش سواء على صعيد رغباته أو ممارساته أو طموحاته، مضيئاً مجموعة من الأسئلة مثل: هل استقال الموت من وظيفته في إقلاق راحة الإنسان وتهديده؟ وهل تخلى الإنسان عن الرغبة في تأجيل موته إلى ما لانهاية؟

كما أصدر عام 2000 كتابه "قطار الشظايا الندية" الذي تناول فيه ثلاثة عشر نصاً قصصياً لكتّاب عراقيين في أدب الحرب، منهم وارد بدر السالم وميسلون هادي وعبد الستار البيضاني وقصي الخفاجي ونعيم شريف وعبد الستار الجميلي وهيثم محسن الجاسم وفيصل إبراهيم كاظم وإرادة الجبوري.

خصّص عدداً من مؤلّفاته لدراسة كتّاب مثل محمد خضير و السياب وكنفاني ومظفر النواب

تنوّعت الموضوعات والقضايا التي تناولها حسن في دراساته، حيث أصدر كتاباً بعنوان "التحليل النفسي للأمثال الشعبية العراقية" (2001) الذي يقدّم فيه مقاربة سيكولوجية لبنية المثل وتطوّر الوعي الإنساني، و"التحليل النفسي لأسطورة الإله القتيل.. الإسقاطات الأوديبية المحظورة في كتابة وتحليل الأسطورة" (2002)، الذي يتضمّن تفنيداً لجملة مغالطات في تفسير الميثولوجيا العراقية وانعكاساتها على الأدب.

كما خصّص عدداً من مؤلّفاته لدراسة تجارب كتّاب عراقيين وعرب مثل محمد خضير في كتاب "مملكة الحياة السوداء"، ومهدي عيسى الصقر في كتاب "مخيرون بالشعور مسيرون باللاشعور"، وبدر شاكر السياب وغسان كنفاني في كتاب "التحليل النفسي لأدب المراسلات"، وعبد الخالق الركابي في كتاب "عرّاب اللاشعور الماكر"، ومظفر النواب في كتاب "الثورة النوابية".

إلى جانب كتبه "فؤاد التكرلي والجذر الأوديبي للموقف الوجودي"، و"التويجري ناقداً: في أثره وهو يقص أثر المتنبي"، و"سماويّات (بحث في نقد النقد)"، و"الازدواجية المُسقطة – محاولة في تحليل شخصية علي الوردي" (بالاشتراك مع سلام الشماع)، و"بين حكيم نجد وحكيم المعرة: تأملات في النفس والحياة والكون"، ورواية بعنوان "ما بعد الجحيم".

المساهمون