"رحلة فنان": استعادة تجربة ناجي شاكر

29 مايو 2023
من المعرض
+ الخط -

بسبب المرض، اضطرّ ناجي شاكر للانقطاع عن المدرسة في طفولته مرّاتٍ عدّة، لم يجد فيها سوى الرسم على دفاتره وعلى الجدران، والعزف على آلة الكمان، ما قاده إلى تعلمّ الفن في مرسم الفنان الإيطالي كارولو مينوتي، وهو في الثانية عشرة.

أكمل الفنان المصري (1932 – 2018) دراسته في "كلّية الفنون الجميلة"، واندفع إلى دراسة تصميم العرائس التي ترافقت مع بحث عميق في هذا الفن، مع اطّلاع موسَّع على المسرح والسينما وأفلام الرسوم المتحركة، ثم محاولة تأصيله فن الدمى مصرياً وعربياً، عبر تقديمه قصة "عقلة الإصبع" في مشروع تخرّجه من الكلية.

"رحلة فنان" هو عنوان المعرض الذي افتُتح في "متحف الفن المعاصر" بالقاهرة مساء الأربعاء الماضي ويتواصل حتى الثلاثين من الشهر المقبل، بتنظيم من "جامعة حلوان". يستعيد المعرض تجربة ناجي شاكر ومكانته في الحركة الفنية المصرية على مدار أكثر من نصف قرن.

من المعرض
من المعرض

يضمّ المعرض تصميمات لعدة أعمال مهمة شارك في تقديمها الفنان، منذ تصمميه مسرحية "الشاطر حسن وست الحسن"، التي عُرضت على خشبة مسرح "معهد الموسيقى العربية" في العاشر من آذار/ مارس 1959، وكانت من تأليف صلاح جاهين وألحان محمد شحاتة، واعتُبرت أول عرض دمى في تاريخ مصر المعاصر.

يضيء المنظّمون مجمل تصميمات شاكر الذي ساهم في إنشاء "مسرح القاهرة للعرائس" نهاية الخمسينيات، حيث صمّم عرائس مسرحية "بنت السلطان" التي كتبها بيرم التونسي، وأوبريت "حمار شهاب الدين"، إلى جانب واحد من أبرز أعماله في تلك المرحلة، أي "أوبريت الليلة الكبيرة" (1961) الذي أخرجه صلاح السقا عن قصيدة كتبها صلاح جاهين وتحمل العنوان ذاته، ولحّنها سيد مكاوي.

كما تُعرض صور لأعماله في المسرح، ومنها تصميم ديكور وملابس مسرحيات مثل "سهرة مع الجريمة" لتوفيق الحكيم وإخراج حسن عبد السلام، و"الزير سالم" لألفريد فرج وإخراج حمدي، و"شغل أراجوزات" للمخرج أحمد اسماعيل، وغيرها، وكذلك تصميم الديكور والملابس لعدد من الأفلام السيمائية مثل فيلم "شفيقة ومتولي" من إخراج علي بدرخان.

يُذكر أن ناجي شاكر قدّم فيلماً تجريبياً واحداً بعنوان "صيف 70" من تصويره وإخراجه، وله مجموعة من التجارب الضوئية تضمّنها معرض "حديث الضوء" الذي أُقيمَ عام 2015، في سياق أبحاثه في الإضاءة والمسرح.

الأرشيف
التحديثات الحية
المساهمون