رابطة الكتّاب الأردنيين تطالب بتخصيص مهرجان جرش لفلسطين أو تقاطعه

01 يونيو 2024
جانب من معالم مدينة جرش الأثرية، 2019 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- في ظل الأحداث المؤلمة في غزة، تصاعدت المطالبات في الأردن بإلغاء "مهرجان جرش للثقافة والفنون"، مع تصريحات متضاربة من وزيرة الثقافة حول مصير المهرجان.
- رابطة الكتاب الأردنيين دعت إلى تحويل المهرجان لدورة تكريمية لغزة، مؤكدة على ضرورة أن تعكس فعالياته الأهداف الوطنية والقومية وتهدد بمقاطعته إذا لم يخدم القضايا العربية.
- مئة وعشرة كتّاب وفنانين أردنيين طالبوا بإلغاء المهرجان، معتبرين إقامته تناقضاً مع القيم الإنسانية والأخلاقية ومؤكدين على ضرورة التضامن مع الشعب الفلسطيني.

تواصلت، خلال اليوم وأمس، ردود فعل مثقّفين وكتّاب أردنيّين للمطالبة بإلغاء الدورة الثامنة والثلاثين من "مهرجان جرش للثقافة والفنون"، في الوقت الذي ما زالت تستمرّ فيه جرائم الإبادة الصهيونية بغزّة، وذلك بعد تصريحات مُتضاربة صدرت، الأسبوع الماضي، عن وزيرة الثقافة الأردنيّة، هيفاء النجّار، حول انعقاد الدورة الثامنة والثلاثين من "مهرجان جرش للثقافة والفنون" في الرابع والعشرين من تموز/ يوليو المُقبل، من عدمه.

وضمن هذا الإطار من الرُّدود، أصدرت رابطة الكتاب الأردنيين بيانا عقب اجتماع لهئيتها الإدارية في عمّان اليوم السبت، طالبت فيه اللجنةَ العُليا للمهرجان بـ"الوقوف عند مسؤوليّاتها الوطنيّة، والعمل على مُراعاة الظروف والمُعطيات الوطنية والقومية، وأهداف إقامة المهرجان"، ودعت إلى "جَعْل دورة المهرجان الحاليّة دورةً لغزّة، إجلالاً لأرواح الشهداء واحتراماً للأوضاع الإنسانية السائدة، ووقوفاً عند تطلُّعات الناس وآمالهم وآرائهم، لتؤكّد وقوف الشعب الأردني بمختلف مكوّناته إلى جانب الأشقّاء في غزّة وكلّ فلسطين".

الرابطة ستكون مُضطرّة إلى مقاطعة المهرجان جملةً وتفصيلاً، ما لم يكُن التوجّه الوطني والقومي في اتجاه الأهداف العليا للوطن والأمة وقضية فلسطين.

ونادت الرابطة في بيانها بـ"التوجُّه إلى تحويل كلّ فعاليات المهرجان إلى فعاليات وطنيّة وقوميّة تعكس تطلّعات شعبنا، ونضال الأشقّاء وتُؤكّد ثوابت الأمّة في اعتبار قضيّة فلسطين قضيّة وجود لا حدود، وصولاً إلى الأهداف القوميّة العُليا للوطن والأمّة... وإلى أَخْذ هذه الاعتبارات بعين النظر والتقدير، فإنّ الرابطة ستكون مُضطرّة إلى مقاطعة المهرجان جملةً وتفصيلاً، ما لم يكُن التوجّه الوطني والقومي في هذا الاتجاه".

وكانت مجموعة من الكُتّاب والفنّانين الأردنيّين، قد أصدرت، مساء أمس الجمعة، بياناً يُطالب بإلغاء الدورة الثامنة والثلاثين من "مهرجان جرش للثقافة والفنون" في ظلّ استمرار العدوان الصهيوني على غزّة، وقد وصل عدد الموقّعين على البيان إلى مئة وعشرة كتّاب وفنّانين حتى اليوم.

وانطلق بيانُ المجموعة من رؤية المهرجان، كما وردت على الموقع الرسمي له، ورسالته التي تسعى إلى "خلق فضاءات إنسانية رحبة، ولنشر الفرح وترويج المنجز الوطني سياحيّاً". حيث وضّح الموقّعون، بدايةً، أنّه "ليس خافياً على أحد ما يجري في قطاع غزّة المُحاصر ومدن الضفّة الغربية المحتلّة، من قتلٍ وإبادة منهجيّة وهمجيّة بشعة، وغير مسبوقة، تقوم بها العصابات الصهيونية المُجرمة... مدعومة من رأس الشرّ العالمي المُتمثّل في الولايات المتّحدة الأميركية".

وتابع البيان: "نحن في الأردن الأكثر التحاماً وشراكة وتأثُّراً بمصير أهلنا في قطاع غزّة والضفّة الغربية، وبنتائج كارثة الإبادة الجماعية غير المسبوقة التي تتوالى فصولُها على مرمى حجر من بلادنا الأردنيّة؛ وهي شراكةٌ في المصير عبّرت عنها الحِراكات الشعبيّة منذ اليوم الأوّل لبدء الكارثة والعُدوان الهمجي".

وأضاف البيان: "لما سبق، ولغيره، وبصرف النظر عن الموقف الرسمي المُرتبك لوزارة الثقافة حول عقد المهرجان من عدمه؛ فإننا نرى أن إقامة 'مهرجان جرش' لهذا عام 2024 هو أمر يتناقض جوهريّاً وموضوعيّاً وإنسانيّاً، مع الموقفَين الشعبي والرسمي الأردنيّين، فضلاً عن تناقُض مضامين الفرح التي يحملها جوهر مفهوم 'المهرجان' مع مشاهد القتل والتشريد والإبادة المتجرّدة من كلّ الشرائع والقوانين الإنسانية والدولية".

وختم الموقّعون بيانهم بدعوة شديدة ومُلحَّة "إلى إلغاء الدورة الثامنة والثلاثين لـ'مهرجان جرش' لعام 2024، وذلك تضامناً مع أنفسنا وأخلاقنا ومبادئنا وقيمنا أوّلاً، ثم تضامناً مع أهلنا الذين تتواصل إبادتُهم، في غزّة والضفّة، بأبشع آلة دمار دوليّ مُتحالفة مع دولة العُدوان والشرّ والإبادة، ومن دون أن يستطيع أحد في هذا العالم وقف تلك المذبحة المتواصلة منذ نحو ثمانية أشهر".
 

موقف
التحديثات الحية
المساهمون