ذكرى ميلاد: هارولد بنتر.. مسرح كل الأصوات

10 أكتوبر 2020
هارولد بنتر في 1982 (Getty)
+ الخط -

تستعيد هذه الزاوية شخصية ثقافية عربية أو عالمية بمناسبة ذكرى ميلادها في محاولة لإضاءة جوانب من شخصيتها أو من عوالمها الإبداعية. يصادف اليوم العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر، ذكرى ميلاد المسرحي البريطاني هارولد بنتر (1930 - 2008).


من بين الحاصلين على "جائزة نوبل للآداب"، يمكن اعتبار الكاتب المسرحي البريطاني هارولد بنتر - الذي تحلّ اليوم ذكرى ميلاده - أحد أقرب الفائزين بها من الأفكار التي وضعها عالم الكيمياء ألفرد نوبل في نهاية القرن التاسع عشر ودعا أن تكون ضمن معايير إسناد الجائزة. فمع الإضافات التي قدّمها إلى مجاله الإبداعي، كانت للرجل مواقف نقدية واضحة ضدّ إشكاليات كثيرة تهزّ العالم مثل التسلّح والتعذيب والعنصرية. 

بدأ بنتر مشوراه الإبداعي مع فرقة مختصّة في أعمال شكسبير، قبل أن يلتحق بالجامعة حيث درس الإخراج المسرحي في خمسينيات القرن الماضي، وكانت مسرحية "الغرف" (1957) مشروع تخرّجه الذي أتاح له في نفس الوقت تحقيق شهادته بتوفّق وأيضاً لمعان اسمه في الصحافة الفنية. 

عرف بنتر بعض الخيبات حين بدأ العمل مع فرق مستقلة، قبل أن يأخذ موقعاً في الصفوف الأولى بين مخرجي المسرح البريطانين بعمله "الحارس" (1960) الذي يعد إلى اليوم أحد أكثر الأعمال الحديثة اقتباساً، حيث عرف بنتر كيف يُدمج رغبات جماهيرية عدة في عمل واحد، بين النخبوية والشعبية، ويرضي الباحثين عن مسرح العبث والمسرح الرمزي والمسرح النفسي في ذت الوقت.

تميّزت أعمال بنتر بقصرها، كان يحبّ المشهد المكثّف الطويل حيث تجد فيه الشخصيات المساحة لتقول ما لم تكن تتوقعه من نفسها. وهذا المعنى أساسي في منظومة المسرح التي وضعها، حتى أن بعض المعاجم المسرحية أدمجت مفردة "بنتريّ" كنعتٍ لهذه اللعبة التي تضع الشخصيات المتخيلة في وضعيات حتى أنها تتفاجأ هي ذاتها بتحوّلاتها.

بعيداً عن الخشبة، حضر اسم بنتر بقوة في عدة محطات احتجاجية أبرزها انتقاده المفتوح لحصار كوبا في سبعينيات القرن الماضي، وكان يعتبر من أبرز وجوه مناهضة السياسات النيوليبرالية في بريطاينا زمن مارغريت تاتشر، ثم عبّر عن مواقف كثيرة ضد الحروب في أفغانشتان والبلقان والعراق.

يُذكر أن فنّ بنتر تأثّر كثيراً بهذه النزعة الاحتجاجية، وحضرت في أعماله انتقادات مباشرة لسياسيين وبأسمائهم الصريحة، ولعله أكثر المسرحيين العالميين قرباً من السياسة بعد برتولد بريشت، وكان الفارق بينهما هو الحمولة الفكرية التي يشتغل عليها الكاتب الألماني ويعمل بنتر على تحاشيها واعتماد كل ما هو قريب من الفهم الشعبي، ومن كل الناس.

موقف
التحديثات الحية
المساهمون