في الحادي عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، انطلقت الاحتفالات بمرور مئتي سنة على مولد فيودور دوستويفسكي من مسقط رأسه في في مدينة سانت بطرسبورغ بروسيا، بافتتاح النصب التذكاري عند قبره بعد الانتهاء من أعمال الترميم.
وانطلقت سلسلة محاضرات حول القيم عند الروائي الروسي (1821 – 1881) في شباط/ فبراير الماضي ضمن "مشروع المعرفة الروسية"، وتناقش عدّة محاور منها قيمة الحياة لدى صاحب "الإخوة كارامازف"، وتشكل القيم العائلية عنده على أساس المبادئ المسيحية، وتبرير الجريمة بعمل آلاف الأعمال الصالحة، وغيرها من المواضيع التي يحاول المنظّمون من خلالها تغيير صور نمطية خاطئة حول الكاتب مثل تشاؤمه وعلاقته بالمجتمع.
حتى الثامن من أيلول/ سبتمبر المقبل، يتواصل معرض "فيودور دوستويفسكي، الانطباعات القوية" الذي افتتح في الثالث عشر من الشهر الجاري بـ "المتحف الحكومي لتاريخ الأدب الروسي" في موسكو، وسينتقل بعدها في جولة إلى عدّة مدن أوروبية ستكون بدايتها من روما.
يتضمّن المعرض خمسة عشر قسماً، توزّعت خلالها مقتنيات تمت استعارتها من قبل العديد من المتاحف الروسية مثل مكتبة الدولة الروسية، والأرشيف العسكري التاريخي للدولة الروسية، و"معرض الدولة تريتياكوف"، و"متحف الدولة التاريخي"، و"متحف دوستويفسكي الأدبي"، تضيء علاقة صاحب "الجريمة والعقاب" بجملة قضايا ومواضيع مهمة، من بينها: الدين والثورة وموسكو ومدينته بطرسبورغ والفن المسرحي وغيرها.
اختار المنظّمون عنوان المعرض في إشارة إلى الصدمات والتجارب العديدة التي عاشها دوستويفسكي في حياة لم تبلغ الستين عاماً، وتركت لديه العديد من الانطباعات القوية حيث تولّدت لديه ردات فعل لجميع القضايا التي تشغل الناس مهما كانت قيمتها، كما أنه كشف العديد من أسرار أسلوبه الفني في الكتابة.
ويحتوي كل قسم على مواد تاريخية وأدبية وثقافية ودينية والوثائق والمخطوطات والمذكرات ولوحات الفن التشكيلي، كما يمكن أن يطلع زوار المعرض كذلك على الألبوم المصور بعنوان "دوستويفسكي، الإنسان والخلود".
ويأتي المعرض ضمن مبادة لتخصيص معرض حكومي دام حول الكاتب الذي يعد أحد أبرز الكتاب في روسيا والعالم. وتتضمن رواياته فهما عميقا للنفس البشرية، حيث قدم تحليلاً دقيقاً للأوضاع السياسية والاجتماعية والروحية في روسيا خلال القرن التاسع عشر،، وعكست أعماله مثل "الأبله"، و"المقامر"، و"رسائل من أعماق الأرض"، و"مذلون مهانون آراء معمقة في الفلسفة والدين والسياسة.