استمع إلى الملخص
- تبرز أعمال شلتوت، الذي درّس الحفر لأكثر من أربعة عقود، الحركة والنزعة التأملية الشاعرية، مستخدمًا لغة تعبيرية غنية بالألوان والخطوط القوية، وتتضمن فعلاً درامياً في تقديمه للرسومات بالألوان المائية والزيتية والأكريليك.
- يحتفي شلتوت في أعماله بالبادية والبحر والحيوانات الأهلية، منحًا مواضيعه سمة تصويرية قوية التأثير بصريًا ونفسيًا على المتلقي، ما يرفع من منسوب الحس الجمالي والعاطفي، مؤكدًا على قدرته الفنية العالية في الحفر والتصوير.
يُفتتح، عند السادسة من مساء بعد غدٍ الجمعة، في رواق "دار الفنون" بحيّ البلفيدير في تونس العاصمة معرض "ألوان حياة" للفنان التشكيلي التونسي خليفة شلتوت (1939)، ويتواصل حتى نهاية الشهر الجاري، بتنظيم من "مركز الفنّ الحيّ".
يضمّ المعرض أعمالاً لشلتوت، الذي أسهم مع مجموعة من الفنّانين التونسيّين، مثل محمد بن مفتاح وقويدر التريكي والهادي اللبان، في تكريس الحفر والطباعة في المشهد التشكيلي بالبلاد منذ نهاية الستينيات، وتركوا تأثيرهم على تجارب تنتمي إلى أجناس مختلفة من الفنون، رغم عدم انتشار أعمالهم قياساً بالنحت والرسم.
وتتنوّع الأعمال المعروضة بين التشخيص والتجريد، ضمن رؤية انطلقت في سياق استخدام مناهج الفن الغربي وتقنياته في تناول التراث التونسي والعربي، ومنها الحروفيات، كما فعل شلتوت منذ معرضه الأوّل الذي أقامه في "قاعة الأخبار" بالعاصمة عام 1979.
أعمال تتراوح بين تسجيلية لمشاهد مستمّدة من الواقع وبين نزعة تأمّلية شاعرية
يُبرز شلتوت، الذي درّس الحفر لأكثر من أربعة عقود، الحركة في أعمال ترواحت بين تسجيلية لمشاهد مستمّدة من الواقع، وبين نزعة تأمّلية شاعرية، بدفق لوني غنائي، ضمن لغة تعبيرية ذات خطوط قوية وأشكال تتتضمّن فعلاً درامياً، بالإضافة إلى تقديمه الكثير من الرسومات بالألوان المائية والزيتية والأكريليك.
يقول الباحث فاتح بن عامر في تقديمه المعرض إنّ شلتوت له "قدم راسخة في الحفر بجميع أصنافه من الحفر المباشر بالمنقاش والإزميل إلى الحفر بالحوامض، فالحفر على البلوّر إلى غيرها من تقنيات الحفر المستحدثة"، موضّحاً أنّ أعماله "تتميّز بالرشاقة وبالبلاغة البصرية، إذ هو ثابت العين واليد وسريع الأداء كما لو كان قنّاصاً بصريّاً، يربط بين المرئي الماثل أمامه وبين المنجز الذي في طريقه إلى الظهور".
ويتابع: "في رسومه وآثاره نزوع نحو الاحتفاء بالبادية وبالبحر وبالحيوانات الأهليّة، إذ لم يخالف الفنّان طبيعة الانتماء إلى البيئة الريفية. ومع أنّ هذه المواضيع لا تختلف كثيراً عن مواضيع رسوم المستشرقين من المعمّرين والمستعمرين وكذلك الأمر بالنّسبة إلى مواضيع فنّاني جماعة 'مدرسة تونس'، فإنّ خليفة شلتوت يمنحها سمة تصويريّة نافذة المفعول في التأثير البصري والنفسي على المتلقّي، فيرتفع بها ارتفاع منسوب الحسّ الجمالي والعاطفي عند مشاهدة أعماله".
يشار إلى أن خليفة شلتوت وُلد في مدينة المحرس، وحاز درجة الدبلوم في فنّ الحفر من "مدرسة الفنون الجميلة" في باريس عام 1969، وعمل أستاذاً في "المعهد التكنولوجي والهندسة المعمارية والتعمير" بتونس العاصمة، وشارك في العديد من المعارض الفردية والجماعية.