حفيظ قسيس.. بين الرسم والترميم

10 أكتوبر 2021
(من المعرض)
+ الخط -

يعدّ الفنان الفلسطيني الأردني حفيظ قسيس (1944) أحد أبرز المتخصّصين في الترميم، حيث أصدر العديد من الدراسات والأبحاث في مجال المحافظة على الأعمال الفنية وإعادة تأهيليها، كما أشرف على ترميم العديد من الرسومات والزخارف في كنائس الآباء الفرنسيسكان وتراسنطة ومار يوسف في عمّان، وكنيسة اللاتين في السلط، وكاتدرائية دير المخلص في القدس.

وقدّم خلال خمسة عقود مشاريع في الرسم الجداري والفسيفساء والزجاج المعشّق، في سعيه لتوظيف الخط العربي والحرف اليدوية في العمل الفني، إلى جانب لوحاته الزيتية التي استندت إلى لغة رمزية تعتمد تنويعات من الأشكال والتكوينات لإيصال مجموعة من المفاهيم التي تناولها في أكثر من لوحة، مثل الحرية والأخلاق والكرامة وغيرها.

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

حتى نهاية الشهر الجاري، يتواصل في "غاليري القاهرة/ عمّان" بالعاصمة الأردنية معرضه الجديد بعنوان "عنف وتناغم"، والذي افتتح في الرابع عشر من الشهر الماضي، ويضمّ حوالي سبعين عملاً تمثل مراحل مختلفة من تجربته التشكيلية.

يفصل قسيس بين موضوعات أعماله الفسيفسائية والجدارية وبين رسوماته أسلوباً وموضوعاً، حيث تركّز الأخيرة على مشكلات الإنسان المعاصر في زمن الاستلاب والانحطاط الأخلاقي وفوضى القيم، كما يقول في مقابلة صحافية سابقة.

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

يحضر المكان المقدسي كعنصر أساسي في عدد من لوحاته، حيث تَظهر في واحدة منها قبّة الصخرة، التي تأخذ مركزها وتنطبع فوق مفردات كثيرة من قباب ومآذن وأقواس تمثّل عمارة القدس، ويبرز المسجد الأقصى أيضاً دون رسم ملامحه وأجوائه واضحة كاملة، إنما تبدو كتلته في فضاء من الأزرق والبرتقالي والأحمر التي تهيمن على معظم لوحاته.

يقول قسيس في تقديم رؤيته الفنية إن "الشكل داخل أعمالي يمثل وحدات منتقاة تخدم الموضوع في تلاصق وتتابع موسيقي، عبر الخطوط القاتمة في كل الاتجاهات التي تؤكد وحدة العمل الفني ومساره وتتابعه وتناغمه. وخلال العمل، يتم استحضار المزيد من العناصر الخطية المختزلة التي تنبع من عالمي الداخلي ومشاعري الذي يعترضه الواقع القاتم".

ويشكّل اللون عنصراً رئيسياً في تكوين اللوحة الذي يعتمد إبراز الحالة النفسية للإنسان، من خلال التركيز على تناقضات لونية تبعث حالة من الفوضى والاضطراب والضجيج، وغيرها من الجوانب الانفعالية التي تعكس التوتر الداخلي للإنسان.

يُذكر أن حفيظ قسيس نال درجة الماجستير في الفنون من "أكاديمية إسطنبول للفنون الجميلة" عام 1972، وعمل أستاذاً في معهد الموسيقى والفنون الجميلة التابع لوزارة الثقافة الأردنية، وكان أحد مؤسسي "رابطة الفنانين التشكيليين" الأردنية التي تأسسها في فترة سابقة، كما درّس في كلية الفنون البصرية في "الجامعة الأردنية" منذ عام 2008.
 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون