تخرّجت عالِمة الجغرافيا الفنزويلية إنريكيتا غونزالو (1953) من "جامعة فنزويلا المركزية"، وباشرت عملها كمستشارةٍ بيئية في العديد من المشاريع المتعلّقة بتقييم الآثار الاجتماعية والبيئية على المجتمع، ومعالجة تغيّرات المناخ، إضافةً إلى مشاريع المناطق الخضراء في المخططات الحضرية، والمخاطر الطبيعية المُحدقة بكوكب الأرض، والناتجة عن السياسات الاقتصادية والسياسية بالدرجة الأولى.
تابعت غونزالو دراستها وحصلت على إجازة الماجستير في التنمية البيئة من "جامعة سيمون بوليفار"، كما عملت في مجال التدريس الأكاديمي، وأدارت قسم "البيئة الطبيعية" في الجامعة نفسها، محاولةً أن تغرسَ في طلّابها الوعي إزاء الخطر البيئي المُحدق.
كلّ ذلك بدا غير كافٍ بالنسبة إلى غونزالو في حملتها للتوعية بالخطر البيئي وتغيّر المناخ، فها هي الآن تدخل عالم الأدب برواية إجرامية جديدة مُعقّدة ونابضة بالحياة، صدرت مؤخراً على دار نشر "ليتراليا" الفنزويلية، تحت عنوان "حجرة في الفراغ".
تدور أحداث الرواية في منطقة غيانا الواقعة شمال شرق فنزويلا، في منتصف تسعينيات القرن الماضي، وتروي تفاصيل جريمة قتل غامضة ناتجة عن الجشع البشري أمام موارد وثروات الطبيعة، إضافة إلى فساد الطبقة التي تشغل مناصب القيادة في الدولة.
سيتعيّن على بطلَي الرواية الأساسيَّين؛ الشرطي إلياس برابو، والمحقّقة إيلينا مونتيرو، البدء بعملية تحقيق طويلة وصعبة، نتيجة ضلوع شخصيات ذات ثقل كبير في الدولة، للكشف عن مكان الجريمة، والعثور على جثّة البروفسور إيزيكييل رودريغز. ومن أجل ذلك سيستعينان بعالمة الأنثروبولوجيا المتشككة ميا كينتيرو، التي ستقودهما إلى مثلث معقّد من المسؤولين غير الأكفاء، والباحثين الفاسدين في مجال الحماية البيئية، إضافة رجال الأعمال غير الأخلاقيين.
في نهاية المطاف سيتمكّن بطلا الرواية من العثور على جثّة البروفسور وقد طُعن بسكّين في الظهر في مدينة بورتو أورداز الفنزويلية، وهي المدنية التي توجد فيها محمية طبيعية تُعتبر واحدة من آخر حدود الغابات الشجرية على هذا الكوكب.
يبدو دخول إنريكيتا غونزالو مجال الأدب وكتابتها روايةً بوليسية تتناول فيها موضوعاً بيئياً منطلقاً من الاعتقاد بقدرة الأدب على توعية القرّاء بالانتباه إلى التغيّرات المناخية والأخطار البيئية التي يعاني منها كوكب الأرض.