أُعلن، مساء أمس الجمعة، في لندن، عن أسماء الفائزين بـ"جوائز كِتاب فلسطين"، والتي تُمنَح سنوياً، منذ عام 2012، لأفضل الكُتب الصادرة باللغة الإنكليزية حول فلسطين والشعب والفلسطيني.
شملتْ دورة هذا العام من الجائزة خمس فئات، حيث ذهبت الجائزة عن "فئة الإبداع" إلى كلّ مصعب أبو توهة عن مجموعته "أشياء قد تجدها مخبّأةً في أُذني"، والكاتبة هبة حايك عن كتابها "سامباك تحت سماء غير متوقّعة"، في حين نال محمد سباعنة الجائزة عن "فئة الترجمة" عن كتابه "قوّةٌ تولَد من الأحلام: قصّتي هي فلسطين".
أمّا "جائزة البحث الأكاديمي" فنالها كلّ من: الباحثة في علم الاجتماع أشجان عجور عن بحثها "استعادة الإنسانية في تجربة الإضراب عن الطعام في فلسطين"، والأكاديميّان لارا شيحا (أستاذة عِلم النفس العِيادي في "جامعة جورج واشنطن") واسطفان شيحا (أستاذ دراسات الشرق الأوسط في "كلّية وليام وماري") عن بحثهما المشترك "التحليل النفسي تحت الاحتلال: ممارسة المقاومة في فلسطين"، ولأستاذة القانون في "معهد الدراسات الشرقية والأفريقية" في "جامعة لندن"، ولين ولْشمان عن بحثها "الحق: تاريخٌ عالميّ لأول منظّمة فلسطينية لحقوق الإنسان".
وتضمّنت الجوائز هذا العام فئتين إضافيتين؛ هما: "التيار المضاد" التي تحصّل عليها ساري مقدسي عن عن كتابه "التسامحُ أرضٌ يباب: فلسطين وثقافة الإنكار"، و"الإنجاز" التي عادت إلى سارة روي.
و"أشياء قد تجدها مخبّأةً في أُذني" هي المجموعة الشعرية الأولى للشاعر والكاتب الفلسطيني مصعب أبو توهة (1992)، وقد صدرت هذا العام عن دار نشر City Lights في سان فرنسيسكو، وتتناول قصائدُها الحياةَ في غزّة تحت الاحتلال والحصار، وطفولة الشاعر في المخيّم وعلاقته بجدّه ومدينة يافا التي هُجّرت منها عائلته.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد كتبت عن المجموعة: "يقارن خلال ديوانه الأول البارع بين مشاهد من العنف السياسي وجمال الطبيعة من حوله"، بينما كتبت نعومي شهاب ناي على غلاف المجموعة الخلفي: "قصائد مصعب تحطّم قلبي وتوقظه في نفس الوقت. أشعر أنّني كنت أنتظر عمله طوال حياتي".
أمّا كتاب "سامباك تحت سماء غير متوقّعة" لهبة حايك، فهو - كما وصفته لجنة الجائزة على موقعها الإلكتروني - "خلاصة ذكريات لامرأة بعيدة عن وطنها وتشتاق لشمس وبحر مدينتها غزّة، وتستكشف بذكاء أليم المقاومة التي اجترحتها النساء الفلسطينيات ضد الاحتلال الاستعماري".
ويجمع عمل محمد سباعنة أسئلة حول الحرية في واقع فلسطيني مستعمَر، في محاولة لتفكيك منظومة الاعتقال والسجون الإسرائيلية، في حين يُعالج بحث أشجان عجور ذاتية المُضربين عن الطعام من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي وكيفية استخدام الجسد كفعل مقاومة ضد الاستعمار.
أمّا عمل لارا واسطفان شيحا فجاء متأثّراً بما وضعه فرانز فانون، في محاولة لتوثيق دور الأطباء الفلسطينيين في مجتمعهم - وخاصة النفسانيين منهم - والتي غالباً ما يحاول الاحتلال تطويقها أو استلحاقها بمنظوماته.
وينبّه كتاب لين ولْشمان، من خلال سرده التاريخي حول "مؤسّسة الحق" التي تأسست في رام الله عام 1979، إلى الدور الذي لعبته أوّل منظّمة حقوق إنسان فلسطينية.
أمّا عمل ساري مقدسي، فتنبع أهميته من تدليله على احتضان الفكرة الصهيونية، من قبل قطاعات توصف بأنها تقدّمية وليبرالية في الغرب وخاصة في أوروبا وأميركا، كما يشتغل على تفكيك الخطاب الذي تقدّمه "إسرائيل" عن ذاتها، بوصفها "ملاذاً آمناً لأفكار التسامح"، في حين أنها قامت على اقتلاع وتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.
وكانت القائمة القصيرة قد اشتملت، إلى جانب هذه الأعمال الفائزة، على كتابين آخرين، هما: "الحركة الوطنية الفلسطينية في لبنان" للباحث النرويجي إرلينغ لورنتزين سوغه، و"حافلات نزْع الاستعمار: النقل الحكومي في الضفّة الغربية" للباحثة في "جامعة كاليفورنيا" مريم س. غريفين.
وتألّفت لجنة التحكيم من الأكاديمية عفاف الجابري، والكاتبة هيفاء زنكنة، والمترجمة سواد حسين، والكاتبة فكتوريا بريتن، والمؤرّخ نور الدين مصالحة، والسفير السابق ألان وادامس، والصحافيان إبراهيم درويش وصبحي حديدي.
وهذه هي المرّة الأولى التي تُقَدَّم فيها الجائزة بشكل حضوريّ منذ ثلاثة أعوام، حيث جرى الإعلان ضمن حفل أُقيم في "غاليري P21" بلندن، بمشاركة أعضاء لجنة التحكيم والمرشّحين في القائمة القصيرة، في حين أُعلنت أسماءُ الفائزين في النسختين الماضيتين عن بُعد، بسبب تبِعات جائحة كورونا.
وكان القائمون على الجائزة قد أشاروا إلى أنّ نسخة هذا العام سجّلت أكبر عدد من المشاركات منذ انطلاقها، حيث زاد عدد الكتب المُرشّحة من دور نشر تعمل باللغة الإنكليزية على الخمسين. وشملت هذه الأعمال عناوينَ في الأدب من شعر وسرد، وكتباً في السيرة، والبحث الأكاديمي، إلى جانب أعمال في أدب الطفل.
وعبر تكريمها لعدد من الإصدارات والمؤلّفين بشكل سنويّ، تسعى الجائزة إلى التعريف بالأدب والشعر والأبحاث التي يضعها مؤلّفون فلسطينيون، أو باحثون مهتمّون بقضية الشعب الفلسطيني وأوضاعه؛ كما تسعى إلى تشجيع الناشرين على تقديم أعمال حول فلسطين، وإلى توفير منصّة للتلاقي بين المؤلّفين والأكاديمين والنقّاد والجمهور لمناقشة راهن المنشورات حول فلسطين.