أعلنَت إدارة "جائزة تشيلِنتو الدولية للشعر" (Premio Internazionale Cilento Poesia)، في مؤتمر صحافي عُقد مساء أمس في قصر "روجي دي أرغونا" التاريخي بمدينة ساليرنو الإيطالية، عن فوز الزميل والشاعر الفلسطيني نجوان درويش بالجائزة عن فئة "الشعر العالمي"، وذلك "لتميّزه في المشهد الثقافي العالمي"، بحسب إدارة الجائزة.
وقد نال درويش الجائزة عن ديوانه الشعري "استيقظنا مرّةً في الجنة"، الذي صدرت ترجمته نهاية عام 2021، عن دار نشر "بونتِه دِل سالِه" Ponte del Sale الإيطالية، بتوقيع المترجم والناقد سيموني سيبيليو، وتقديم الشاعرة الإيطالية فرانكا مانسينيلي، التي وصفت قصائدَ درويش بأنّها "مغمورة في النور والحبّ الذي يعتني بكلّ إنسان كطفله. إنّها قصائد مغمورة في تلك الشرارة المُبدعة التي تعيش في مادة اللغة، وتستيقظ بين شفاه من يعرف الجمال ويستقبله".
يجري حفل التسليم، كما أفادت إدارة الجائزة، الثلاثاء المقبل، العاشر من الشهر الجاري، في "مسرح بيير باولو بازوليني" بمدينة ساليرنو، بحضور شخصيّات ثقافية وإعلامية وشعراء وكتّاب إيطاليين وعالميين. وهذه المرّة الأُولى التي ينال شاعرٌ عربي الجائزة، لا سيّما أنّ قوائم الفائزين في الدورات السابقة اقتصرت على شعراء إيطاليين. لكن الجائزة - التي تشارك في رعايتها مؤسسات أكاديمية وثقافية عديدة من بينها جامعة ساليرنو ووزارة الثقافة الإيطالية - توسّعت لتشملَ خمس فئات هي: الشعر العالمي، الشعر الإيطالي، الموسيقى، الفن، والسرد، وتُمنح لشخصيات إبداعية حقّقت نجاحات كبيرة وساهمت في نشر النوع الأدبي الذي تعمل فيه.
تسلّم في مسرح بازوليني في العاشر من الشهر الجاري
ونال الجائزة الشعرية عن فئة "الشعر الإيطالي" الشاعر ماوريثو كوتشي (ميلانو، 1945)، والذي يعتبر من أبرز الأسماء الشعرية في إيطاليا. أما فئة الموسيقى، فذهبت لكل من عازف الغيتار الإيطالي فرانكو موسيدا (1947)، ومواطنه الفنان بيرناردو لانزيتي (1948). أما فئة الفن، فقد نالها الفنان عمر غالياني (1953) والمعماري أنتونيلو بيليتشيا (1953)، في حين نال الجائزة عن فئة "السرد"، كل من الكاتبين الإيطاليين دييغو دي سيلفا (1964) وماريا ريتا بارسي (1947).
وكان "استيقظنا مرّةً في الجنة"، الذي صدر بالعربية عام 2020 عن "المؤسّسة العربية للدراسات والنشر" و"دار الفيل"؛ الكتاب الثاني الذي يُترجم لدرويش إلى الإيطالية بعد كتابه "كرسيّ على سور عكّا"، الذي صدر عام 2020 عن منشورات "إلى" Centro Studi ILA بترجمة فالنتينا بالاتا. وتصدر نهاية هذا العام نسخة إيطالية من ديوان "تَعِبَ المعلَّقون" عن دار Hopefulmonster editore، بتوقيع وسيم دهمش.
وكانت قد صدرت للزميل نجوان درويش في العقدين الأخيرين ثمانية إصدارات شعرية، من بينها: "لستَ شاعراً في غرناطة" و"كلّما اقتربت من عاصفة" و"كرسي على سور عكّا"، و"استيقظنا مرّةً في الجنّة"، و"تَعِبَ المعلَّقون"، كما صدرت مجموعة من كتبه مترجمة إلى لغات عديدة، من بينها: الإسبانية (خمسة كتب) والإنكليزية (ثلاثة كتب) واليونانية والفرنسية والصينية والألبانية والمقدونية والكرواتية والسلوفينية وغيرها.
هذه هي الجائزة العالمية الثانية التي ينالها درويش خلال عامين، حيث حاز "جائزة سارة ماغواير للشعر" التي تُمنح كلّ عامين لأفضل كتاب شعري مترجم للإنكليزية لشاعر على قيد الحياة من أفريقيا أو آسيا أو أميركا اللاتينية، عن كتابه "تَعِبَ المُعلَّقون" (Exhausted on the Cross، أو "مُرهَقون على الصليب" بحسب عنوان الترجمة الإنكليزية)، الذي صدر، عام 2021، بترجمة الكاتب والمترجم الأميركي من أصل مصري كريم جيمس أبو زيد، عن دار نشر "نيويورك ريفيو بوكس"، بتقديم الشاعر التشيلي راؤول زوريتا، الذي وصف الكتاب بأنه "يمثّل واحداً من ذُرى لحَظات شعره، ومن ذُرى الكتابة في زماننا" وهو ذات الكتاب الذي أُطلقت ترجمته الإسبانية في الدورة السابقة من "معرض غوادالاخارا للكتاب" في المكسيك بتوقيع فرانسيس سمعان.
يذكر أن "جائزة تشيلِنتو الدولية للشعر" هي جائزة إيطالية عالمية تأسّست عام 2017 بمبادرة من الشاعر والأكاديمي والناقد الإيطالي مينوتي لررو، وتُمنح سنوياً مع سلسلة فعاليات في بلدة تشيلِنتو التي تحمل اسم الجائزة نظراً لارتباط تاريخها بالشعر والشعراء.
تسع قصائد من "استيقظنا مرّةً في الجَنّة"
قدس
I
وَقَفْنا على الجَبَل
لنَرْفَعَ لكِ الأُضْحِيَة
وحينَ رأَينا أَيدينا تَرْتَفِعُ فارغةً
عَرَفْنا أَنّنا أُضحياتُك.
*
اترُكي الفاني يَسْقُطُ بَيْنَ يَديْ قَرينِه الفاني
أَيّتُها الباقية
ما شَأنُكِ بهذا الحَجيجِ المُرْتَبِكِ مِنَ الزّائلين؟
*
أَيدينا تَرْتَفِعُ فارغةً
نحنُ أُضحياتُك.
II
عِندما أُغادِرُكِ أَتَحَجَّرُ
وعِندما أَعودُ إِليكِ أَتَحَجَّرُ
أُسَمّيكِ ميدوزا
أُسَمّيكِ الأُختَ الكبرى لِسَدَومَ وعَمُورَةَ
أَيّتُها الجُرْنُ الصَّغيرُ الذي أَحْرَقَ روما
القتلى يَزْجِلونَ على التِّلال
والعُصاةُ عاتِبونَ على رُواةِ قِصَّتِهم
وأَنا أَتركُ البَحْرَ ورائي وأَعودُ إليكِ
أَعودُ
بهذا النَّهرِ الصَّغيرِ الذي يَصُبُّ في يَأسِكِ
أَسْمَعُ المُقْرِئينَ والمُكَفِّنينَ وغُبارَ المُعَزّين
لَمْ أَبلغ الثّلاثين ودَفَنْتِني مَرَّاتٍ كثيرة
وفي كلِّ مرّةٍ
كُنْتُ أَخْرُجُ مِنَ التُّرابِ لأَجلِك
فليذهب إِلى الجحيم مُبَجِّلوكِ
بائعو تَذكارات أَلَمِكِ
كلُّ الذينَ يَقِفون معي الآنَ في الصّورةِ
أُسَمّيكِ ميدوزا
أُسَمّيكِ الأُخْتَ الكبرى لِسَدَومَ وعَمُورَةَ
أَيّتُها الجُرْنُ الصَّغيرُ الذي ما زالَ يَحْتَرِق
عِندما أُغادِرُكِ أَتَحَجَّرُ
وعِندما أَعودُ إِليكِ أَتَحَجَّرُ.
■ ■ ■
في الجحيم
I
في ثلاثينات القَرْنِ المَاضي
خَطَرَ للنازيّين أَنْ يَضَعوا ضحاياهُم في غُرَفِ الغاز
نازيّو اليوم أَفْضَلُ حِرْفةً
يَضَعونَ غُرَفَ الغازِ في ضحاياهُم.
II
إِلى الجحيم يا 2010
إِلى الجحيم أيُّها المُحتلّون أَنتُم وجميعُ سُلالاتِكُم
إِلى الجحيم فليذهب الإنسان إِذا كانَ على شاكِلَتِكُم
إِلى الجحيم فلتذهب السُّفنُ والطّائراتُ والبنوكُ وإعلاناتُ الشَّوارع
أَصرُخُ "إِلى الجحيم..."
وأَعْرِفُ أَنّني الوحيدُ الذي يَقْبَعُ الآنَ
هُناك.
III
فلأَضطَجِع
ولأُوَسِّد رأَسي بِمِخَدّاتِ الجحيم!
■ ■ ■
بطاقة هُويّة
رَغْمَ أَنَّ الكرديَّ مَشْهورٌ بِقَساوةِ الرّأس ـ كما يَتَنَدَّرُ الأَصدقاء ـ إِلّا أَنّني كُنْتُ أَرقَّ مِنْ نَسْمةِ الصَّيف وأَنا أَحْتَضِنُ إِخوتي في أَربعِ جِهاتِ الأَرض.
وكُنْتُ الأَرمنيَّ الذي لَمْ يُصَدِّق الدُّموع تحت أَجفانِ ثَلْجِ التّاريخ
وهي تُغطّي المَقتولينَ والقَتَلَة،
أَكثيرٌ بَعْدَ ما حَصَل أَنْ أُسْقِط مَخطوطةَ شِعْري في الوَحْل؟
وفي جميع الأَحوال كُنْتُ سوريّاً مِنْ بيت لحم أَرفعُ مخطوطةَ أَخي الأَرمنيّ
وتُركيّاً مِنْ قونية يَدخُلُ الآن مِنْ باب دمشق.
وقَبْلَ قليلٍ وصلتُ بيادِرَ "وادي السِّيْر" واستقبَلني النَّسيمُ الذي وحدَهُ يَعرِفُ معنى أَنْ يأتيَ المَرْءُ مِنْ جِبال القَفْقاس مَصحوباً بكرامَتِه وعِظامِ أَهْلِه. وحين وطِئتُ ترابَ الجزائر لأَوّل مرَّةٍ، لَمْ أَشُكَّ للحظةٍ أَنّي لَسْتُ أَمازيغيّاً.
في كلِّ مكانٍ ذهبتُ إليه ظَنّوني عِراقيّاً
وكانَ ظنُّهم في مَكانِه.
وطالمَا حَسِبْتُ نَفْسِي مِصريّاً عاشَ وماتَ مِراراً بجانبِ النّيل مع أَسلافِهِ الأَفارِقة.
وقَبْلَ كلِّ شيء كُنْتُ آراميّاً. ولا غَرْوَ أَنَّ أَخوالي على الأَقل مِنْ بيزَنْطَة وأَنّني كُنْتُ الصَّبيَّ الحِجازيَّ الذي نَالَ حَلوى الدَّلال مِنْ صفرونيوس وعُمَر في فَتْحِ بَيْتِ المَقْدِس.
لَيْسَ مِنْ مَكانٍ قاوَمَ غُزاتَهُ إِلّا وكُنْتُ مِنْ أَهْلِهِ،
وما مِنْ إِنسانٍ حُرّ لا تَجْمَعُني به قَرابَة، وما مِنْ شَجَرةٍ أَو غَيمةٍ لَيْسَ لها أَفضالٌ عليّ.
كما أَنَّ ازدرائي للصهاينة لَنْ يَمْنَعَني مِنَ القَول إِنّني كُنْتُ يهوديّاً طُرِدَ مِنَ الأَندلس، وما زِلْتُ أَنسِجُ المَعْنى مِنْ ضَوْءِ ذلك الغُروب.
في بيتي نافِذةٌ مفتوحةٌ على اليونان وأَيقونةٌ تُشير إِلى روسيا
ورائحةُ طِيبٍ أَبديٍّ تَهُبُّ مِنَ الحِجاز
ومِرْآةٌ ما إِنْ أَقِفُ أَمامَها إِلّا وأَراني أَتَدَبَّرُ الرَّبيعَ في حدائق شيراز وأَصْفَهان وبُخارى.
وبأَقلَّ مِنْ هذا لا يَكونُ المَرْءُ عَرَبيّاً.
■ ■ ■
زيارة متأَخّرة إِلى بيت المُعلِّم
(إِلى محمد وحيد الدّين سوار*)
لَمْ يَمْنَحني الزَّمنُ يومَ عُطلةٍ تحتَ أَشجارِ الصّنوبَرِ
أَجمعُ فيه أَقراني
ونَسيرُ إِلى بيتِ المُعلِّم في عيدِهِ
أَيدينا مُثْقَلَةٌ بالحُبّ
شِفاهُنا مُثْقَلَةٌ بالخَجَل:
ـ جئنا نردُّ بَعْضَ دُيوننا التي لَمْ تُقَيِّدها في دفاتِرِك.
"أَيَّةُ دُيون؟ اغربوا عَنْ وجهي!" ـ سَتَقولُها وأَنتَ تُرَحِّبُ بِنا
وتَدْعونا للجُلوسِ في أَفْياءِ أَشجارِك.
أَهذا مَصْيَفُكَ
أَخِيراً نحنُ في "الزَّبَداني"؟
ولَنْ نَنْطِقَ بِحَرْفٍ
جئنا نَرُدَّ لك بعضَ ديونك
وها نحنُ نعودُ
مُثْقَلينَ
بديونٍ جديدة.
*فقيه قانوني سوري. رحل بصمت في الأَشهر الأَولى من الانتفاضة السّورية عام 2011.
■ ■ ■
تداعيات مع تمثال طلعت حرب
الذينَ لا تماثيلَ لَهُم، لا نَعْرِفُ أَينَ هُم الآن
وأَينَ، فجأةً، سيَظْهَرون.
أَمّا هُنا، فأيَّ سائق تاكسي أَو رجلٍ على ناصية شارعٍ بإمكانه أَنْ يُوصِلَك
إِلى "ميدان طلعت حرب"
وبما أَنّهُ لَمْ يَكتُب قصائدَ أَحْفَظُها في المَدرسة
أَو يَتْرُك آهاتٍ مُسَجَّلة في الأُسطوانات
فأَنا عاجزٌ عَنِ النَّفاذ إِلى ضميره مِنْ وراءِ هذا البرونز
أَو سَماعِ ما يُحاولُ أَنْ يَقولَه
وَسَطَ عَزيفِ الأَصواتِ البَشريةِ وزماميرِ السَّيّارات وبائعِ الغاز
على الدَّراجة
يَنْقُرُ "الاسطوانات" بـ "مُفتاحٍ إنكليزي".
كُتُبُ التّاريخ مُضَلِّلةٌ
ونحنُ هُنا لا نُصدِّقُ سِوى عذابات المُلحِّنين
وآهاتِ حُبِّهم الضّائعة
فَكَيْفَ أَنفَذُ إِلى ضَميرِكَ لأَتأكَّدَ أَنَّ رَوافِدَنا تَصُبُّ في نِيلِ النّاس بِذاتِ الرَّغبة؟
انظُر إِليهم يَهْتِفون لـ "سيّدتنا العدالةِ الاجتماعية"
اسْمَع الأَرضَ في حُبِّهِم وفي غَضَبِهِم
اسْمَع السَّماء
اسْمَعْني أَمدُّ يدي إِلى جُرْحِها
هي أَيضاً لا تَسْمَعُني
بِلادي مِثْلُكَ
مَصْنوعَةٌ مِنَ البرونز
ولَمْ أَعُد أَستطيعُ النَّفاذ إِلى قَلْبِها.
■ ■ ■
المِسلَّة
(إِلى أُم كلثوم)
حين زارت عظيمةُ مغنّياتِ زمانِها باريس، لتُغنّي للمَجْهود الحَربي وتَشُدَّ أَزْرَ بِلادِها الخارجةِ لتوِّها مِنْ وَطأة هزيمةٍ ثقيلة (قيل إنَّ أَجْرَها الذي وَهَبَتْهُ للمَجْهود الحربيّ كانَ أَعلى أَجْرٍ يُدْفَعُ لمُغنية في ذلك الزَّمن)؛ قدَّمت الأُسطورةُ، حينَها، حديثاً تلفزيونياً واحِداً.
وحين سَألَتها المُذيعةُ عَنْ أَكثر ما لَفَتَها في "مَدينة الأَنوار" كما يُسمّونها، أَجابت مع ابتسامةٍ ساحِرة: المِسَلَّةُ المِصريّة.
الفلاحةُ المِصريةُ في داخِلِها كانت أَكبرَ مِنْ أَيَّةِ مَدينة،
وأَكبرَ مِنْ أَيِّ شاعرٍ هذا العاملُ الذي يبتَسِمُ الآن في أَعماقي،
وهو مُنْتَشٍ بهذا الثَّناء على أَسلافِهِ الذينَ نَحَتوا تِلْكَ المِسَلَّة.
■ ■ ■
أَنهضُ مِنْ حُبِّها
أَنهضُ مِنْ حُبِّها كَمَنْ يقوم بَعْدَ أَنْ دَعَسَتْهُ شاحِنة
وها هو ينظرُ إليها وهي تَبتعِدُ مُتَحَلِّلةً مِنْ عِبء دَمِه.
ـ "كانت شاحنة بِحَق
وبإمكانها أَنْ تَفْتِك بمئة رَجُلٍ دُفعةً واحِدة!"
إِنّهُ مندهشٌ مِنْ جَسارته؛ كيف قُتِلَ ونَهَضَ وبِرَوْعٍ هادئ.
وها هو لا يَتورَّعُ عَنِ الوقوف في طريقِ شاحنةٍ أُخرى.
■ ■ ■
مديح الأَهل
لَيْسَ أَكثرَ مِنْ جُملةٍ واحِدة لمَديحِكُم:
أَنتُم المَنْجَمُ العَميقُ لكوابيسي.
■ ■ ■
الحُريّة
"الحُريّة تقود الشَّعب" حاسِرَة النَّهدين
وبِيَدِها اليُمنى تَرْفَعُ عَلَمَ فرنسا (في اليُسرى بندقيةٌ على رأسها حَرْبَة).
لاحظوا أَنَّ "الحُريّةَ" أَيضاً كانت تدوسُ أَنقاضَ الشَّعب بقَدَمِها العارية.
* "الحُريّة تقود الشَّعب" لوحة لـ ديلاكروا (1863 - 1798)