توفيق الجبالي.. هموم التونسيين بين الموسيقى والسياسة

22 مارس 2023
(من العرض، تصوير: عبدالقادر القارشي)
+ الخط -

يتخذ توفيق الجبالي الموسيقى ذريعة للحديث عن الواقع التونسي خلال العقد الأخير في مسرحيته "على هواك"، التي تسعى إلى حيث تصبح الموسيقى جزءاً من العرض وليست منفصلة عن الحوار والمشهد المسرحي، من خلال كتابة تستحضر التراث الموسيقي التونسي.

العمل الذي بدأ عرضه منذ عام 2021، يهديه المخرج المسرحي التونسي (1944) إلى الناشطة والفنانة زينب فرحات التي رحلت في السنة ذاتها، وشاركته في تجربته الفنية منذ ثمانيننات القرن الماضي، وكانت من أشدّ المدافعين عن الحريات والديمقراطية في بلادها، بالإضافة إلى نشاطها لمناصرة الشعب الفلسطيني.

بعد تقديمها على خشبة مسرح "التياترو" في تونس العاصمة خلال الشهر الماضي، تُعرض "على هواك" عند العاشرة من مساء الإثنين، الثالث من الشهر المقبل، ويعاد عرضها في الموعد نفسه في اليوم التالي، مقتبسة عن نصّ كتبه عياض الشواشي بالاشتراك مع المخرج.

ويشارك في التمثيل كلّ من: نوفل عزارة، وعصام العياري، ومحمد صابر الوسلاتي، وياسمين الديماسي، ووليد العيادي، وآمال العويني، وسيرين بن يحيى، وإشراق مطر، وأحمد عليوين، ومهدي الميداني، ومحمود السعيدي، ومحمد أمين الحرباوي، وبدري ميمونة، ووسيم الطرابلسي، وفاطمة صفر، وبديع بوسعايدي.

تسائل المسرحية بشيء من النقد والسخرية التحولات السياسية والاجتماعية التي عاشها التونسيون منذ عام 2011، حيث تتوالى الأحداث بمجيء السلطان "القانونجي"، والدعوة إلى الحوار الوطني، وتحضُر كذلك الاعتصامات، وراعي الغنم الذي قطع رأسه، وغيرها من الوقائع التي تسير وفق سريالية في الحوار الذي يرافقه عزف على آلات موسيقية في كلّ لوحة.

يلفت الجبالي في تقديم العرض إلى أن "الموسيقى باعتبارها فناً يُفترض أن يكون شرفتنا على العالم، نحن ندوس بها على أكثر الأشياء قداسة بأناملنا العازفة، بالروح وبحناجرنا المحشرجة وأصواتنا القريبة إلى النحيب والعويل تحت مسوغ 'التطريب'، ندوس على العناصر الأساسية لتعريف الموسيقى بأنها فن حمّال لِقيم جمالية لا تنضب، منقلبة على ذاتها ومحيطها باستمرار".

ينزع مؤلّف موسيقى العمل عادل بوعلاق إلى تقديم ألحان مُربكة ومركبّة يجمع فيها بين الجدة والطرافة، وفيها التناغم والنشاز، والانسجام في الجملة الموسيقية والغرابة، بشكل موازٍ لكلّ مشهد يتناول أحوال الشعب التونسي الذي يعاني من شطحات ساسته.

المساهمون