"تناسج": لوحات مصغّرة من سورية وقطر

20 اغسطس 2023
مقطع من عمل مصغر للفنانة ابتسام الصفار
+ الخط -

تغيب عن العديد من المعارض الجماعية، التي تُقام في قاعات العرض العربية، وحدة الموضوع الذي يجمع بين الفنانين المشاركين في أيّ منها، أو السياق الزمني الذي تندرج فيه التجارب المجتمعة في فضاء واحد، بالإضافة إلى آلية اختيار أعمال كلّ فنان مشارك لتقدَّم مع أعمال فنانين آخرين.

يعتمد "غاليري المرخية" في الدوحة على ثيمة محددة في العديد من المعارض الجماعية التي ينظّمها في الفترة الماضية، ومنها "تناسج" الذي يُفتتح عند السابعة من مساء بعد غدٍ الثلاثاء في "مركز كتارا للفن" بالحي الثقافي، ويضمّ أعمالاً لمجموعة من الفنانين السوريين والقطريين.

يركّز الغاليري على مجموعة من الأعمال الفنية الصغيرة تعكس هُوية جمالية للفنانين المشاركين، حيث أقام نحو تسعة معارض سابقة ضمّت لوحات مربعة الشكل بطول خمسين سنتيمتراً، قدّمت تجارب عديدة من العالم العربي، اختتم آخرها في كانون الثاني/ يناير الماضي.

الصورة
من الأعمال المصغرة للفنان ناظم الجعفري
من الأعمال المصغرة للفنان ناظم الجعفري

يشير بيان المنظّمين إلى أن المعرض يأتي "استهلالاً لسلسلة من المعارض التشاركية التي يُنظمها الغاليري بالتعاون مع مجموعة مُتنوعة من صالات العرض والمؤسسات الفنية البارزة في العالم العربي"، حيث يقام المعرض الحالي بالتعاون مع "غاليري فري هاند" في دمشق.

يضمّ المعرض أعمالاً للفنان السوري ناظم الجعفري (1918 - 2015) الذي يعدّ من أبرز رموز الحداثة الفنية والمؤسسين للأكاديميا الفنية في بلاده، ووثّق خلال تجربته التي امتدت أكثر من نصف قرن معالم دمشق بصرياً، بما تحتويه من جوامع وأسواق وساحات وبيوت، كما برز برسوماته المبكرة التي تناولت الطبيعة والبورتريهات.

وتُعرض أيضاً أعمال نذير إسماعيل (1946 - 2016) الذي يمثل جيلاً لاحقاً من التشكيليين السوريين، لكنه يشترك مع الجعفري في اهتمامه برسم دمشق، مع تركيز على وجوه البشر بشكل أساسي، بينما يقدّم مواطنه سعد يكن (1950)، الذي ينتمي إلى مدينة حلب، أعمالاً ذات طابع ملحمي يمزج فيها بين الواقع والخيال في رسم مدينته والحشود البشرية وهي تظهر في لوحاته كبيرة الحجم، لكنه قدّم أيضاً لوحات صغيرة تحتوي وجوهاً نسائية عادةً.

أما الفنان الفلسطيني السوري محمد الوهيبي (1947)، فتكرّست تجربته في معارضه الأولى التي أقامها منذ نهاية الثمانينيات، وتناول فيها مواضيع متعددة مثل التراث بجمالياته الواقعية، أو تلك التي تحضر فيها رموز الميثولوجيا الكنعانية في الحياة اليومية الفلسطينية.

ويضم المعرض أعمال الفنّانَين القطريين فرج دهام وابتسام الصفار. يعاين الأول طقوساً شعبية من التراث العربي، يعبّر عنها كمادة بصرية، إلى جانب استخدامه اللبان والبخور والمسابح في أعماله، بينما تذهب الصفار إلى رسم الوجوه بأسلوبها التعبيري التجريدي، وقدّمت في معرض سابق لوحات مصغيرة تُظهر سطحاً مائياً تنعكس فيه الصور.

 
المساهمون