استمع إلى الملخص
- يوضح الكتاب أن الانتفاضات العربية في 2011 كانت محاكاة للتقاليد الثورية الغربية، مما يتطلب نظرة داخلية وتاريخية لفهم تطورها.
- يتناول الكتاب أشكال المقاومة اليومية التي أغفلها المؤرخون، مثل الأغاني والنكات الشعبية، ويؤكد على أهمية المقاربة الأنثروبولوجية في دراسة الثورات.
في دراسته "ملاحظات نحو أنثروبولوجيا الثورات السياسية" التي نشرها عام 2012، يشير أستاذ العلوم السياسية والاجتماعية بيورن توماسون إلى أن العالم الحديث مبنيّ بطبيعته على سلسلة من الثورات، ويمكن أن تساهم الأدوات الأنثروبولوجية في إلقاء الضوء النقدي عليها، حيث يتعيّن دراسة الثورات من خلال أيديولوجياتها الخاصة إلى جانب إجراء مقارنات على مستوى الطقوس والرمزية.
ويبيّن أن الانتفاضات التي شهدها العالم العربي سنة 2011، كانت موجّهة ضدّ قيادات سياسية تشكّلت محاكاة للتقاليد الثورية الغربية، بصيغها الوطنية التي ظهرت في سياق ما بعد الاستعمار وكانت تدعو إلى الحرية والمساواة والعدالة، ما يتطلّب نظرة مختلفة تُجاه الثورات التي تنتشر مرّة أخرى في جميع أنحاء العالم؛ نظرة إليها من الداخل وإلى تطوّرها التاريخي.
صدرت النسخة العربية من الدراسة عن "مركز نهوض للدراسات والبحوث" في الكويت تحت عنوان "عندما يثور البسطاء: مقاربات أنثروبولوجية للثورات السياسية" بترجمة الباحث في الاقتصاد السياسي خالد عثمان الفيل، وتقديم عبد الغفار محمد أحمد.
تُعنى هذه المقاربة بما أغفله المؤرخون وعلماء السياسة والاجتماع من أشكال المقاومة والتمرد اليومية
يتضمّن الكتاب مقدمة بعنوان "هل هناك أنثروبولوجيا للثورات السياسية؟"، وتسع أبواب هي: الثورات السياسية: توضيح وتعريف مصطلحات النقاش، ودراسات مارسيل ماوس عن الثورة البلشفية، وفيكتور تيرنر: الدراما الاجتماعية والأزمة؛ وضعية المجاز للثورات السياسية، والجماهير والحشود موضوعاً للأنثروبولوجيا: دور المحاكاة، وسياسة الشارع والديناميكيات المكانية لتحريك الحشود وتعبئتهم: وضعية المجاز العامة ودور الميادين/ الساحات.
إلى جانب القيادة الثورية ودور الحاوي، والقيادة والحشود: صناعة الانقسام في فترة الأزمة/ وضعية المجاز، والشرعية وتشكّل المعنى بواسطة ’الإصلاح‘ و’السلام‘، وكيفية إنهاء الثورة، وخاتمة عنوانها "مقاربات حول أنثروبولوجيا الثورات السياسية".
ويوضّح تقديم الناشر إلى المقاربة الأنثروبولوجية للفعل الثوري تُعنى بما أغفله المؤرخون وعلماء السياسة والاجتماع من أشكال المقاومة والتمرد اليومية؛ كالأغاني والروايات الأدبية والنُكات الشعبية المتداولة، وعبارات السخرية المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي من أفعال الحكّام والنخبة السياسية وتصريحاتهم، وما إلى ذلك مما يُسهم بالطبع في لفت الأنظار إلى ألوانٍ من المشاركة السياسية الشعبية التي قد لا يبالي بها الدرس التاريخي أو البحث السياسي.
كما ينبه إلى أن الكتاب يمثّل مقاربة أنثروبولوجية جديدة لمسألة الثورة بوصفها ظاهرة سياسية، مما يدلّ على أهمية هذه المقاربة في العموم اعتراف علماء السياسية بشدّة الحاجة إليها، بل إن بعض المتخصّصين في السياسة المقارنة جعلوها شرطاً لازماً لكل علم سياسي مقارن.