بين الاستباحة والتسويغ

20 أكتوبر 2023
اعتقال متظاهر خلال مسيرة تضامنية مع فلسطين في فرانكفورت، 14 تشرين الأوّل/ أكتوبر (Getty)
+ الخط -

مع الخطاب الإعلامي الغربي، تُستكمل الأسس التي تستند إليها "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط". هذه "الديمقراطية" الإسرائيلية التي لا تجيء إلا مع المجازر منذ تأسيسها عام 1948، ومع الطائرات التي تقصف غزّة، وتحلّق فوق أشلاء الأطفال.

توفّر الأنظمة العربية لهذه "الديمقراطية" مساحة حرّة كي تتحرّك. إنّه استسلام وقائي كامل. هذه الحرية التي فشلت هذه الأنظمة في منحها لشعوبها، تمنحها الآن لـ"إسرائيل" كي تواصل جرائمها.

يكشف الغطاء الأميركي - الغربي لـ"إسرائيل" في جرائم الإبادة، تأزّماً إنسانياً وثقافياً وحضارياً. وهو يعبّر بالدرجة الأولى عن أنّ هذه الدول نفسها تخون قيم الحرية والعدالة والديمقراطية التي يفترض أنها قامت عليها؛ إذ إنّنا نشهد اليوم تحالفاً إعلامياً مخيفاً يهدف إلى قلب الحقائق، وتزييف المفاهيم والمبادئ، وبالتالي ضرب مفهوم الثقافة، شعراً وفلسفة وفنّاً.

لقد استولت وسائل الإعلام الصهيونية في الغرب على الخطاب الإعلامي والثقافي، ويبدو أنها تؤسّس اليوم لفكر يقوم على نظرية الاستباحة، بوصفها مبدأً، وعلى نظرية التسويغ باعتبارها منهجاً. الراعية هي أميركا والغرب، والصورة الأكثر وضوحاً لهذه الاستباحة ولهذا التسويغ هي التماهي بين أميركا والجرائم الإسرائيلية في كلّ ما يتعلّق بفلسطين.

المساهمون