"بورخيس".. سيرة ذاتية جديدة بالرسم والكلمات

05 ديسمبر 2024
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يعيد الكتاب "بورخيس: حياة مصوّرة" اكتشاف الكاتب الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس، مسلطاً الضوء على محطات حياته الرئيسية وتأثيرها على أعماله الأدبية، بدءاً من قراءاته المبكرة لأدباء عالميين بفضل إتقانه للغات متعددة.
- فقد بورخيس بصره في عام 1955، مما أثرى كتاباته برموز مثل المرآة والمتاهات، وأصبح العمى جزءاً من هويته الأدبية، حيث استمر في الإبداع رغم التحديات.
- يناقش الكتاب عدم حصول بورخيس على جائزة نوبل للأدب، مرجعاً ذلك إلى تأييده للديكتاتوريات الأرجنتينية، مما أثار جدلاً حول مواقفه السياسية وتأثيرها على مسيرته الأدبية.

من هو الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس؟ هل كان روائياً بارعاً أم مجرد قارئ نهم جعل الكتب وطنه الخاص؟ هل كان شاعراً عاشقاً؟ أم مجرد ابنٍ فَشلَ في قطع العلاقة الأوديبية مع أمّه لدرجة أنّه ترك زوجته ليلة زفافهما؟ هل كان المحاضر الأعمى الذي سافر حول العالم كلّه؟ أم أنه سليل جنودٍ دعموا ديكتاتورية فيديلا ثم ندم على فعلته؟

من المؤكد أنّه ليس ثمة بورخيس واحد، بل كثيرون. هذا ما تؤكّده السيرة الذاتية الجديدة لـ"صاحب الألف" التي صدرت حديثاً عن دار "ماركا إيد" الإسبانية تحت عنوان "بورخيس: حياة مصوّرة"، لكّل من المؤلِّفَين والرسّامين ميغيل ريب وفيرونيكا آبدالا.

يحاول الكتاب إعادة اكتشاف كاتب واسع المعرفة وصعب المراس. ومن أجل هذا الهدف، يعيد المؤلّفان بناء حياة بورخيس، كتابة ورسماً، متوقّفين عند المحطّات الرئيسية التي شكّلت معالم كاتب المستقبل، إذ استطاع منذ الطفولة، تحديداً في سنّ الثامنة، أن يقرأ إدغار آلان بو، وتشارلز ديكنز، ومارك توين، ويعود الفضل في ذلك إلى تمكّنه من اللغة الإنكليزية عن طريق أمّه، ثم مكتبة والده وعملية التدريب المتواصلة التي قام بها الوالد مع ابنه، وهو ما كان نادراً في بيئة أرجنتينية.

يتوقّف المؤلّفان عند انتقال عائلة صاحب "كتاب الرمل" إلى أوروبا بين عامي 1914 و1921، حيث استطاع أن يتعلّم الألمانية والفرنسية. وكان من شأن هذه اللغات الجديدة أن تفتح الأبواب على أعمال فولتير وبودلير ورامبو وشوبنهاور ونيتشه وغيرهم. وهذه القراءات المبكرة دفعت بورخيس، تبعاً للمؤلّفين، إلى الشعور بأنّه وريث هذا التقليد الأدبي العالمي. 

في عام 1955 سيفقد بورخيس بصره بشكل كامل، لكنه تحديداً من هذا العمى سيبني شخصيّته، إذ صارت رموز المرآة والمتاهات والنمور والساعات الرملية ملازمة له ولكتابته، وربما كانت هذه الرموز آخر ما يتذكّره عن صورته. 

بعد عرض مسيرة بورخيس الإبداعية على مدى ستة وثمانين عاماً عاشها، وأبرز كتبه ومؤلّفاته وأفكاره التي تكاد تكون معروفة لجميع من قرأه، يخصّص ميغيل ريب وفيرونيكا آبدالا صفحات عديدة من كتابهما لتحليل عدم حصول الكاتب الأرجنتيني على "جائزة نوبل للأدب"، حيث يعتقدان أنّ السبب الرئيسي هو تأييده للديكتاتورية الأرجنتينية التي أطاحت عام 1955 بخوان دومينغو بيرون، ثم تأييده لديكتاتورية عام 1976، وذلك بسبب أفكاره عن الجيش وارتباطه بالملاحم.

في هذا العام، ومع غرق الأرجنتين في أزمة سياسية واقتصادية وتزايد أعمال العنف، شكر الكاتب، وهو مناهض بشدّة للبيرونية، فيديلا لأنّه "أنقذ الأرجنتين من الازدراء والفوضى والذل". وبعد فترة وجيزة، سافر إلى تشيلي والتقط صورة مع الديكتاتور أوغستو بينوشيه.

المساهمون