لا تزال الآداب الأفريقية، في عمومها، مجهولةً لقرّاء العربية. صحيحٌ أنّ أسماءَ عديدة تصل إليهم عن طريق الترجمة، لكنّ الأمر يكاد يقتصر على كتّاب القارّة الذين يكتبون بلغاتٍ أجنبية، مثل الإنكليزية الفرنسية، ومعظَم هؤلاء يُقيمون أساساً في بلدان غربية؛ كما هو الأمر بالنسبة للروائي الحائز "جائزة نوبل للأدب" عام 2021، التنزاني عبد الرزاق قرنح. أمّا نصيبُ الذين يكتبون بلغاتهم المحلّية من الترجمة فهو شبه معدوم.
في محاولةٍ لتسليط الضوء على الآداب والفنون الأفريقية، أعلن "كرسيّ الآداب والفنون الأفريقية" في "أكاديمية المملكة المغربية" بالرباط عن إطلاق سلسلة من اللقاءات بعنوان "بورتريهات الكتّاب الأفارقة"، يُنتظَر تنظيم أولى حلقاتها الأربعاء، السادس والعشرين من نيسان/ أبريل الجاري.
وقالت الأكاديمية في بيان إنّ اللقاءات، التي تأتي في سياق العمل على إعادة تنشيط الفضاءات التي تُكرِّس الآداب والفنون الأفريقية، ستعمل على "تقديم المستجدَّات الأدبية، بهدف التعرُّف، عن كثب، على الكتّاب الأفارقة، وعلى عوالمهم"، مشيرةً إلى أنّ كلّ لقاء سيستغرق ساعةً ونصف، وسيُعقَد ضمن قسمَين: يتضمّن الأوّل حواراً مع الكاتب، بينما يقدّم الضيف، في القسم الثاني، إضاءةً على أحدث أعماله.
ستكون ميشيل راكوتوسون ضيفةَ الحلقة الأُولى من البرنامج؛ وهي روائية وصحافية ملغاشية من مواليد مدينة أنتاناناريفو في مدغشقر عام 1948، أقامت في فرنسا طويلاً، قبل أن تعود في 2008 إلى وطنها الأُمّ؛ حيث تعمل، بالتعاوُن مع جمعيات محلّية، على تشجيع القراءة في الأوساط الريفية والقروية.
تتناول راكوتوسون في أعمالها الروائية، تاريخ مدغشقر؛ كما في رواياتها "حمّام الآثار" (1988) التي أضاءت فيها على تقاليد البلد وعاداته، و"يوليو في البلد" (2007) التي تناولت عودة المهاجرين الملغاشيّبن إلى جذورهم، وكما في أحدث رواياتها، "آمباتومانغا: صمت الألم" (2022)، التي عادت فيها إلى بدايات الاستعمار الفرنسي لمدغشقر عام 1849. هذا ما جعل الأكاديمية تَعتبر، في بيانها، أنّ استضافة الكاتبة من شأنه تقديم "شهادة هامّة للتعرُّف إلى منطقة أفريقية غفل عنها الكثيرون، رغم تاريخها العريق".
ورغم أنّها تكتب بالفرنسية وحازت جوائز أدبية عدّة؛ من بينها "الميدالية الكبرى للفرانكفونية" التي تمنحها "الأكاديمية الفرنسية" و"وسام كوماندور الفنون والآداب الملقاشية"، إلّا أنّ روايات راكوتوسون لاتزال مجهولة لدى قرّاء الضاد؛ إذ لم تُترجَم أيٌّ منها إلى العربية.