بودكاست "مجلس العربي".. حوارات من ضفّة الخليج
ضمن سياق تغطياته لراهن القضايا العربية، وفي مقدّمتها العدوان الصهيوني الإبادي على غزّة، أطلق "التلفزيون العربي"، مؤخّراً، برنامجاً حوارياً جديداً بعنوان "بودكاست مجلس العربي". يأخذ البرنامج، الذي يُقدّمه الكاتب والصحافي الكويتي داهم القحطاني، طابعاً خليجياً، ويُبثّ عند السابعة من مساء الجمعة عبر قناة "العربي - أخبار" على "يوتيوب"، ويستضيف "شخصيات فاعلة ومؤثّرة في مجالات مختلفة، عبر الغوص في تجاربهم وأفكارهم وآرائهم عن الواقع، وحلولهم المقترحة، بأسلوب إنساني، وبنمط مسترسل، يركّز على القصّة، لكنّه يستدعي المعلومة وينطلق منها"، وفق ما جاء في تعريف القناة.
بُثّت إلى اليوم ستُّ حلقات من البرنامج، وتنوّعت فيها المواضيع المطروحة؛ ففي الحلقة الأُولى، التي حملت عنوان "أزمة الهوية والانتماء في الرواية الخليجية"، استضاف القحطاني أستاذ الدراسات العربية والمقارنة في "جامعة كولومبيا"، الباحث محسن جاسم الموسوي، الذي حاول تقديم إجابات حول أسئلة عديدة مثل: هل الأدب الخليجي مرآة لما يحدث في المجتمع؟ وما أبرز القضايا التي يناقشها الأدباء الخليجيّون؟ وما واقع السياسة والمرأة في الرواية الخليجية؟
أسلوب حواري يبسط المواضيع بعيداً عن مختصرات وسائل التواصل
وفي حلقة أُخرى بعنوان "هل يُغيّر طوفان الأقصى العلاقة بين العرب والغرب؟"، تناول الباحث العُماني أنور الروّاس ما تمرّ به المنطقة العربية منذ عقود من متغيّرات وتيارات قويّة، معتبراً أنّ أحداث السابع من تشرين الأوّل/ أكتوبر 2023 ستظلّ نقطة تحوّل كبيرة ليس ما قبلها كما بعدها، متحدّثاً عن حال المنطقة خلال الفترة المقبلة، ودور الإعلام فيها.
أمّا الباحث العُماني سعيد الهاشمي، فتطرّق، في حلقة أُخرى من "مجلس العربي"، إلى "السردية الفلسطينية في مواجهة إسرائيل: ماذا غيّر السابع من أكتوبر؟"؛ حيث بدأ بمناقشة سرديّات الحكومات والدول للسيطرة على المواطنين، ثم عرض للأساطير التي روّج لها الكيان الصهيوني من أجل كسب التعاطُف العالَمي، بخاصّة في المراحل الأُولى من العدوان الإبادي، والتي صدّرها عبر القنوات الغربية، وختم بالإشارة إلى أنّه، ورغم ما سبق، استطاعت السردية الفلسطينية أن تستمرّ في المواجهة، بناءً على الفعل الذي تأسّس مع "طوفان الأقصى".
ومن ضيوف البرنامج، أيضاً، الكاتب والقاصّ العراقي لؤي حمزة عبّاس الذي تحدّث عن "الإنتاج الأدبي والفكري في منطقة الخليج بين المنجز والتحدّيات"، والباحثة سندس الراشد التي تناولت "واقع وتحدّيات المتاحف في الكويت والعالم العربي".
لا شكّ في أنّ صناعة البودكاست قد انتعشت في السنوات الأخيرة، كوسيلة ثقافيّة ومعرفيّة متلائمة مع وسائل التواصل الاجتماعي، وجزءٌ من هذه الرؤية نلاحظه في "مجلس العربي"، لكنّ الإضافة الأبرز تأتي من خلال الموضوعات، والانطلاق من قضيّة العرب المركزية. غير أنّ الصيغة الحوارية بين المُقدّم وضيفه، لمدّة تتجاوز ساعة في أغلب الأحيان، تُعيد المُشاهِد إلى زمن البرامج التلفزيونية الطويلة التي تبْسُط أفكار الموضوع بعيداً عن متطلّبات "عصر السرعة".
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
