بشرى خليلي.. تاريخ مغيّب للتضامن بين المهمّشين

27 اغسطس 2024
من فيلم "راوي القصص" (2024)، من المعرض
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الفنانة بشرى خليلي تستكشف في معرضها الجديد "بين الحلقات والكوكبات" مفهوم "الشاهد" ودوره في سرد التاريخ وإعادة كتابته، من خلال توثيق نضال العمال العرب المهاجرين ضد العنصرية في فرنسا منذ السبعينيات.

- المعرض، الذي يُفتتح في الشارقة ويستمر حتى ديسمبر 2024، يضم أعمالاً متعددة الوسائط تجمع بين السرديات واللغات المختلفة، وتستعرض الذاكرة الجماعية والفردية.

- يتناول المعرض أيضاً إرث حركة العمال العرب وفرقهم المسرحية في فرنسا، ويعكس التضامن بين المجتمعات العابرة للحدود والمجردة من الجنسية.

تتساءل الفنانة المغربية الفرنسية بشرى خليلي (1975) في معرضها الجديد، عن تعريف "الشاهد"، ومكانته في سرد التاريخ وإعادة كتابته، من خلال بحثها الوثائقي والبصرية في طبيعة اللغة والكلام المؤسسة للتقاليد الشفوية ورواية القصص، وتمظهراتها في سياق ما بعد الاستعمار.

معرض خليلي يُفتتح السبت، السابع من الشهر المقبل، في مدينة الشارقة، تحت عنوان "بين الحلقات والكوكبات" والذي يتواصل حتى الأول من كانون الأول/ ديسمير 2024 بتظيم من "مؤسسة الشارقة للفنون" و"متحف برشلونة للفن المعاصر".

الفنانة التي تناولت تاريخ العمال العرب المهاجرين في أعمال سابقة، عبر توثيق نضالهم ضد العنصرية في جنوب فرنسا منذ السبعينيات، وهي تقدّم الموضوع ذاته في معرضها الحالي من خلال عمل "الحلقة" (2023)، وهو تجربة أدائية تجمع بين السرديات والأنواع المتعددة الطبقات، المقدمة بعدة لغات ولهجات، وتستعرض الذاكرة من مجتمع إلى مجتمع، وكذلك من الجماعة إلى الفرد.

يضمّ المعرض عملين مستمدّين من إرث حركة العمال العرب وفرقهم المسرحية في فرنسا السبعينيات

ويضمّ المعرض أيضاً عمل "مجتمع العاصفة" (2017)، وعنوانه مستمد من فرقة مسرحية ناشطة تتألف من عمال مهاجرين من شمال أفريقيا وطلاب فرنسيين سمّيت "العاصفة"، وتناولت في السبعينيات النضال اليومي ضد عدم المساواة والعنصرية في فرنسا، ليستعاد اسمها مرة أخرى بعد نحو خمسة عقود في أثينا، حيث تأسّست فرقة مسرحية مكونة من أشخاص من خلفيات مختلفة تعكس الحالة الحالية لليونان وأوروبا والبحر الأبيض المتوسط.

عملان مستوحيان من إرث حركة العمال العرب وفرقهم المسرحية في فرنسا السبعينيات، ويترابطان مع بقية الأعمال المعروضة في مقاربة مفهوم الانتماء، وكذلك من خلال شخصيات تاريخية رئيسية تظهر مرة أخرى في جميع أعمال الفنان كأشباح مسكونة، وتضيء جميعها على "الاستقصاء المعمّق الذي اتبعته بشرى خليلي في نبشها التاريخ المغيّب للتضامن بين المجتمعات العابرة للحدود والمجرّدة من الجنسية، وذلك من خلال تقديم مجموعة مختارة من المشاريع البارزة التي طوّرتها على مدار الخمس عشرة سنة الماضية"، بحسب بيان المنظّمين.

من المعرض
من المعرض

تتجاوز أعمال خليلي التصنيفات التقليدية كالروائي أو الوثائقي، حيث تدمج ببراعة بين المواد البصرية والصوتية المتنوعة، ما يتيح لها صياغة فرضيات حول أشكال جديدة ومبتكرة من الانتماءات، وتتنوّع بين الأفلام والفوتوغراف والطباعة والأعمال التركيبية والنسيج.

ويلفت البيان إلى الكلمتين الأساسيتين في عنوان المعرض، "الحلقات" و"الكوكبات"، تعبّران عن المجتمعات المحتملة التي تتراءى في أعمال الفنانة، حيث "الحلقات"، مفردها "حلقة"، وتمثّل تجمعاً أو نمط لقاء في المغرب متصلاً بسرد القصص، حيث يتحلق الناس من مختلف الأجيال لتبادل الذكريات والأفكار السياسية، وتستمدّ كلمة "الكوكبات" جذورها من فكرة شبكة التضامن العابرة للحدود، حيث يكشف المعرض عن ارتباطات عميقة بين مجموعات المهاجرين والحركات المناهضة للاستعمار عبر البحار والقارات.
 

المساهمون