باسل غطّاس.. يوميات في سجون الاحتلال

16 فبراير 2023
باسل غطاس في صورة من غلاف الكتاب
+ الخط -

في كتابه "أوراق السجن: من أروقة الكنيست إلى سجون الاحتلال"، الذي صدر حديثاً عن "سلسلة ذاكرة فلسطين" في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، يروي السياسي الفلسطيني باسل غطّاس يومياته في سجون إسرائيلية عدة تنقّل بينها خلال فترة 23 شهراً.

ويوثق المؤلّف وقائع اعتقاله إثر اتهامه واعتقاله على خلفية قضية تهريب هواتف نقّالة للأسرى الفلسطينيين، ويتناول تفاصيل حياة الأسرى الفلسطينيين وقضاياهم السياسية والإنسانية في مختلف جوانبها، سارداً ذلك كلّه من موقع الأسير خلف القضبان.

من بين أبرز محطات الاعتقال، يكتب غطّاس تفاصيل حدثت في السادس من تموز/ يوليو 2017 في "سجن الجلبوع"، وفيها "حياتنا الحقيقية في القسم تكون في ساحته الداخلية، المعروفة بالفورة، نخرج إليها السابعة صباحاً ونعود إلى الغرف متى نشاء خلال النهار، باستثناء فترتين قصيرتين بين العاشرة والحادية عشرة صباحاً، والثالثة والرابعة عصراً، حين تُقفَل الفورة ويعود الأسرى إلى غرفهم. وفي هاتين الفترتين يجري عدّنا، وكذلك تفتيش الغرف، ما نسمّيه الدقّ على الشبابيك أو دقّ الشبابيك. تُقفَل الفورة نهائياً السابعة مساءً، ندخل إلى غرفنا وتُغْلَق أبوابها الحديدية علينا حتّى السابعة صباحاً".

يوضّح الكتاب السياسة الممنهجة للنظام الإسرائيلي الاستعماري في التعامل مع الأسرى في سجونه

أما في "مدينة السجن الجامعية"، فيسجّل ما حدث يوم السابع والعشرين من تموز/ يوليو من العام ذاته، حيث يقول: "استمررت في لقاءاتي مع قيادات الفصائل الفلسطينية كافة بخصوص ضرورة إعداد دورة تعليمية وتدريبية للشباب صغار السنّ في القسم، دورة أوّلية ووطنية شاملة، تكون خارج نشاط الفصائل الداخلية في التعبئة ورفع الوعي، وهذه الأخيرة بالكاد موجودة! اتّفقنا على تشكيل لجنة خاصة من كلّ الفصائل من أجل التخطيط والتنفيذ. آمل أن نجتمع قريباً لبدء العمل. أبلغت الجميع أنّ دوري سيقتصر على الاستشارة في التخطيط".

ويصل غطّاس إلى نهاية أوراقه، فيكتب: "مرّ اليوم الأخير في السجن، 26 أيار/ مايو 2019، بشكل عادي، مع هواجس ومشاعر لا تخلو من التفكير فيمَن سأتركهم ورائي غداً في السجن، في مصير الشباب الذين يملؤون أقسامه وهم لا يزالون ينتظرون محاكماتهم؛ هل سأرى أحداً منهم مجدّداً؟ الانقطاع عنهم يجعلك عاجزاً عن معرفة أو متابعة أبسط الأشياء".

غلاف الكتاب

توضّح يوميات "أوراق في السجن" لباسل غطاس السياسة الممنهجة للنظام الإسرائيلي الاستعماري في التعامل مع الأسرى في سجونه، فتكون أبسط الحقوق الإنسانية، مثل زيارة طبيب أو قريب، أو حتى الأمور الإجرائية الاعتيادية، مثل التنقل إلى محكمة أو سجن آخر، جحيماً يعيشه الأسير الفلسطيني كل لحظة. وهو ما يتطلب أن تتصدر قضية الأسرى الفلسطينيين جدول العمل الوطني على الصعيدين الرسمي والشعبي، جراء ما يعانونه من إجراءات وتدابير من قبل سلطات السجون والمعتقلات الإسرائيلية.

يُذكر أن غطاس وُلد في عام 1956، وكان نائباً في "الكنيست الإسرائيلي" منذ عام 2013 حتى اعتقاله في كانون الأول/ ديسمبر 2016. حاصل على الماجستير في إدارة الأعمال من "جامعة نورث وستيرن" في شيكاغو، والدكتوراه في الهندسة البيئية من "معهد التخنيون" في حيفا.

انخرط غطاس في العمل السياسي منذ سنّ مبكرة في صفوف "الحزب الشيوعي"، وكان ضمن قيادات الحركة الطلابية العربية خلال دراسته الجامعية. انسحب من الحزب مع الكثيرين من الشباب العرب أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، ضمن محاولات إعادة بناء اليسار الجديد التي تُوّجت بتأسيس حزب "التجمع الوطني الديمقراطي" في عام 1995، ونشط في صفوفه، وشغل مناصب عدة في هيئاته القيادية.

المساهمون