باري ويلفريد.. استعارات عن عبثيّة الحياة الحديثة

14 اغسطس 2024
من المعرض
+ الخط -

لا تزال جائحة كورونا، التي أصابت العالَم ناهية 2019 وأدّت إلى "إغلاقه"، مصدر إلهام للعديد من الفنانين والكتّاب والشعراء حول العالم، حيث فرض الوباء إعادة نظر في العالم الهشّ وأسئلته من أجل الوصول إلى عالم أفضل، وتحسين العلاقات الإنسانية، إضافة إلى تحسين علاقة البشر مع مجتمعاتهم.

في معرض "هويات يُعاد بناؤها"، الذي يستضيفه غاليري "Al-Tiba9" بمدينة برشلونة الإسبانية حتى السابع من أيلول/ سبتمبر المقبل، يتناول الفنان المكسيكي باري ويلفريد (1952) الحالة الإنسانية المتطورة وسط جائحة كوفيد-19، والتحوّلات المجتمعية التي تسارعت بسبب التقدم التكنولوجي، مستكشفاً في سلسلة لوحاته موضوعات مختلفة مثل: العدوان، والحماية، وآثار الذكاء الاصطناعي، وعلاقات الأفراد مع الآلة، وتعقيدات الوجود المعاصر.

ينتقل ويلفريد من القماش إلى النحت، حيث يوسع موضوعاته وأدواته في محاولة لاستكشاف هشاشة الحياة وصراعاتها العميقة، من خلال أعمال زجاجية ترمز إلى طبيعة الأشياء العابرة في الحياة، والتي يأتي الإنسان في مقدّمتها.

من المعرض - القسم الثقافي
من المعرض - القسم الثقافي

يمكن اعتبار منحوتات ويلفريد الزجاجية كاستعارات عن عبثيّة الحياة الحديثة، وخاصّة الحياة الراهنة المليئة بالحروب والإبادات والصراعات. من هنا حملت كل قطعة زجاجية عناوين ذات دلالات حربية، مثل: "صدمة قذيفة"، و"قطرة في دلو"؛ كل ذلك بهدف التقاط الحقائق الأساسية للصراعات الإنسانية وعكسها بدقّة داخل سيولة الزجاج.

مع ذلك، لا تخلو أعمال الفنان المكسيكي من شحنات عاطفية وانفعالات يستطيع الزائر أن يشعر بها، إذ إنها تدفعه بشكل أو بآخر إلى تصوّر الوجود الخاص به، وبالتالي إعادة بناء الهوية الإنسانية والتفاعل مع الهشاشة البشرية ومفهوم الزمن الذي يتغلب على كلّ شيء.

باري ولفريد من مواليد لوس أنجلوس، يقيم ويعمل في المكسيك ويركّز في عمله على التوفيق بين الثنائيات المختلفة التي تغذي الحياة اليومية. شارك في معارض محلية وعالمية في البندقية ومدريد ونيويورك وغيرها من المدن. 

المساهمون