"النكبة 75".. توثيق القرى الفلسطينية المهجَّرة

11 ابريل 2024
آثار بيوت في مدينة طبرية المُحتلة التي هُجّر سكانها عام 1948 (من المعرض)
+ الخط -
اظهر الملخص
- وثّق الصحافي والمصور الفلسطيني أحمد البظ آلاف الصور لما تبقى من نحو 200 بلدة وقرية مهجّرة، تعرضت للتهجير القسري على يد العصابات الصهيونية عام 1948، من أصل أكثر من 530 قرية.
- تبرز مجموعته الفوتوغرافية الآثار القديمة والتغيرات العمرانية التي طرأت على هذه القرى، مشيرة إلى استخدامات جديدة لها تحت الاحتلال، مثل تحويلها إلى حظائر للحيوانات أو مقابر محاطة بأسلاك كهربائية.
- يُعرض عمله في معرض "النكبة 75: توثيق فوتوغرافي" في كامبردج، بعد أن جال في رام الله، بيت لحم، ومخيمات اللجوء، مسلطًا الضوء على المجازر وعمليات التهجير التي أجبرت أكثر من 950 ألف فلسطيني على ترك منازلهم.

منذ أربع سنوات، بدأ الصحافي والمصوّر الفلسطيني أحمد البظ توثيق آلاف الصور لما تبقّى من قرابة مئتي بلدة وقرية مهجَّرة تمكّن من زيارتها، من أصل أكثر من خمسمئة وثلاثين قرية تم اقتلاعها وتهجير أهلها قسراً على يد العصابات الصهيونية عام 1948.

وأبرزَ في مجموعته الفوتوغرافية مشاهد الآثار القديمة في تلك القرى، وكيف تمّ استخدامها من قبل الكيان المحتل وما طرأ على المشهد من تغيرات عمرانية غيّرت معالم المكان كلّه، حيث لا يزال كثير من الآثار المهجورة أو أجزاء منها داخل المستوطنات، حيث تحوّلت إلى حظائر للحيوانات، ومقابر محاطة بأسلاك كهربائية، وغيرها من الاستخدامات.

يُفتتح عند الرابعة والنصف من عصر الأحد، الحادي والعشرين من الشهر الجاري، في "مركز مجلس أبرشية كامبورن" بمدينة كامبردج البريطانية معرض صورٍ تحت عنوان "النكبة 75: توثيق فوتوغرافي" الذي يضمّ الصور التي التقطها البظ حتى العام الماضي.

المعرض الذي نظّم سابقاً في رام الله وبيت لحم، والعديد من مخيمات اللجوء الفلسطيني في الضفة الغربية والأردن ولبنان، يضيء المجازر وعمليات التهجير التي ارتُكبت منذ سنة 1947، وأجبر بسببها أكثر من تسعمئة وخمسين ألف فلسطيني على ترك منازلهم وأرضهم.

تبرز الصور المعروضة مشاهد الآثار القديمة في تلك القرى

وإلى جانب هذه الصور، أرفقت معلومات عن تاريخ تلك القرى المهجَّرة ومحاولات طمسها منذ أكثر من سبعة عقود، ومنها صورة مقبرة محاطة بأشجار السرو والصبار في قرية طيرة دندن بالقرب من مدينة الرملة التي احتلّها "لواء ألكسندروني" في العاشر من تموز/ يوليو 1948 وطرد جميع سكّانها.

هناك صورة أخرى لمقام الإمام قطناني في قرية يازور إلى جوار مدينة يافا، والتي نفّذت فيها عصابة البالماخ بقيادة إسحق رابين مجزرة في الثاني والعشرين من كانون الثاني/ يناير 1948، ثم توالت الهجمات حتى احتلالها في الأول من أيار/ مايو من العام نفسه حيث أجبر أهلها على مغادرتها، وكذلك صورة بساتين ومقبرة مهجورة في مدينة بيسان التي احتلّتها العصابات الصهيونية قبل ثلاثة أيام من دخول الجيوش العربية الى فلسطين.

وثّق البظ أماكن في أكثر من مئتي قرية ومدينة محتلّة، ضمن "الأماكن المهجَّرة التي تنقسم إلى ثلاثة أقسام، أولها: أماكن مسحتها آلة الحرب الإسرائيلية ولم يسكنها المستوطنون وظلت فارغة، والثانية، مستوطنات أقيمت على أنقاض القرية الأصلية، ولا تزال في داخلها مقابر إسلامية أو مساجد أو أجزاء منها، وثالثها قرى بقيت على حالها وبنائها الأثري القديم وتغيّر سكانها فقط"، بحسب البظ.

كما تظهر الصور مقاماً دينياً في قرية بشيت بالقرب من مدينة الرملة التي أقام فيها الاحتلال مستوطنات عدّة، وأحد بيوت بلدة دير القاسي في الجليل الأعلى التي تأخّر احتلالها حتى التاسع والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر عام 1948 بعدما قصفها الطيران الصهيوني مع القرى المجاورة، وكذلك آثاراً في مدينة طبرية، وبقايا بيوت في قرية قيرة بالقرب من مدينة حيفا، وكنيسة مدمّرة في قرية البصة إلى جوار مدينة عكا، وهي واحدة من القرى التي ارتكب فيها الاستعمار البريطاني مجزرة إبّان الثورة الفلسطينية الكبرى، ومقام الشيخ نوران الذي يبعد نحو أربعين كيلومتراً عن مدينة بئر السبع، وغيرها.

المساهمون