"المكتبة الخالدية".. في مواجهة عُدوان المستوطنين

02 يوليو 2024
من أمام "المكتبة الخالدية" في القدس المحتلّة، 2023 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- مجموعة من المستوطنين الصهاينة المتشددين حاولت اقتحام واحتلال مبنى ضمن "المكتبة الخالدية" بالقدس المحتلة، مما يعكس تكرار هذه الأفعال في العاصمة الفلسطينية والضفة الغربية.
- "دار يوسف نصري جاسر للفن والبحث" في بيت لحم أصدرت بيانًا تحت عنوان "أنقذوا مكتبة الخالدي"، محذرة من محاولات الاستيلاء والحصار الذي يشنه المستوطنون على المكتبة التي تأسست عام 1900.
- المكتبة الخالدية، أول مكتبة عربية عمومية في فلسطين، تواجه تهديدات مستمرة منذ حرب 1967، لكن مقاومة المقدسيين ودعم "جمعية أصدقاء المكتبة الخالدية" ساهما في صمودها أمام محاولات الاحتلال للاستيلاء عليها.

اعتدت مجموعة من المستوطنين الصهاينة المتشدّدين، قبل أيّام، على أحد المباني التابعة لـ"المكتبة الخالدية" في القدس المحتلّة، حيث حاصروا منزلاً يقع ضمن الوَقْف الخالدي، الذي يشمل المكتبة ولا يبعُد عن المسجد الأقصى سوى مئة وخمسين متراً، ثم حاولوا اقتحامه واحتلاله في مشهد بات يتكرّر يوميّاً بالعاصمة الفلسطينية المحتلّة ومُدن الضفّة الغربية.

واستنكاراً لهذا الاعتداء، وجّهت أوّل من أمس الأحد، "دار يوسف نصري جاسر للفنّ والبحث" في بيت لحم بياناً، عبر حسابها على فيسبوك، بعنوان "أنقذوا مكتبة الخالدي"، حذّرت فيه ممّا تتعرّض له المكتبة المقدسية من حصار ومحاولات استيلاء على المباني التابعة لها من قِبل المستوطنين الصهاينة، داعيةً المؤسسات والفاعلين الثقافيّين إلى التنبّه ومواجهة هذا التهديد الذي يطال المكتبة التي تأسّست عام 1900. 

وأوضح البيان أنّ "ما تتعرّض له المكتبة خطرٌ حقيقي، ففي الأيام الأخيرة حاولت مجموعة من المستوطنين الإسرائيليّين المُسلّحين احتلال منزل تابع لوقف الخالدي داخل مُجمّع المكتبة، وأنّ المحكمة أمرت بإبعادهم (المستوطنين)، لكن لا يوجد ضمان بأن يتمّ الالتزام بهذا القرار". وختاماً، أكّد البيان ضرورة المساعدة والدعم بغاية الضغط على محاكم الاحتلال، والحفاظ على وقف الأرض والمبنى.

الجدير بالذكر أنّ هذه المحاولة الاحتلالية تندرج ضمن سياق الهجمات التي تشنُّها عصابات المستوطنين على جميع المرافق الحيوية والمُمتلكات العامّة والبيوت في مُدن الضفّة الغربية، وتتوازى مع العُدوان الإبادي المُتواصل على غزّة منذ أكثر من تسعة أشهر، والذي استهدف جيش الاحتلال خلاله مئات المكتبات والمؤسسات الثقافية.

أسّس الحاج راغب الخالدي (1866 - 1952) "المكتبة الخالدية" عام 1900، وهي أوّل مكتبة عربية عمومية تُؤسَّس بمبادرة شخصية في فلسطين، وتضمّ قرابة ألفَي مخطوطة، يعود أقدمها لحوالي ألف عام، في حين تحتوي مجموعتُها المطبوعة على حوالي خمسة آلاف وخمسمئة مجلّد أغلبها من القرن التاسع عشر.

هُدّدت "المكتبة الخالدية" بالمصادرة بعد حرب العام 1967، وبرغم المحاولات العديدة والمستمرّة للاستيلاء عليها من قبل الاحتلال إلّا أنها باءت بالفشل بفضل مقاومة المقدسيّين لهذا المخطّط. وفي عام 1988، تم تأسيس "جمعية أصدقاء المكتبة الخالدية" في ولاية ماساتشوستس، على يد الباحث والمؤرّخ وليد الخالدي، بهدف حشد التمويل والدعم اللّازم للتصدّي للتهديدات التي تتعرّض لها المكتبة.
 

 

المساهمون