- تُناقش الدراسات تأثير عملية "طوفان الأقصى" على الديناميكيات السياسية والاجتماعية، وتستكشف العلاقة بين الدولة الكولونيالية الاستيطانية والمجتمع الأهلي، مشيرة إلى استخدام تقنيات الإخضاع والتصفية.
- يتطرق العدد أيضًا إلى المواقف العربية والدولية تجاه "طوفان الأقصى"، ويحلل التأثيرات الإقليمية والدولية للعملية، موفرًا منظورًا شاملًا حول القضايا الراهنة في العالم العربي وتأثيرها على القضية الفلسطينية.
بافتتاحية عنوانُها "حربٌ قُدّت من بشر"، صدر العدد الجديد (542، نيسان/ إبريل 2024) من مجلّة "المستقبل العربي"، والذي يستكمل بجزء ثانٍ ملفّ "طوفان الأقصى ومسار القضية الفلسطينية"، ويتضمّن مجموعة من الدراسات الاجتماعية والسياسية. حيث تناول الباحث الحبيب استاتي زين الدين في ورقته "الإبادة الجماعية في غزّة وسردية القانون الدولي الإنساني"، معضلة "القانون الدولي" حيال حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" في غزّة، والوسائل التي تُستخدم لتحييد البُعدين الإنساني والأخلاقي عن جرائمها في حقّ الشعب الفلسطيني.
تُجادل الدراسة بأنه إذا كانت "إسرائيل" وحلفاؤها الغربيّون يبرّرون جرائمها بوصفها "دفاعاً عن النفس"، فإنّ فظاعة الجرائم المُرتكَبة تضعُ سلامة ومصداقية هذا المُبرِّر وغيره ومن المفاهيم والمصطلحات المتداولة دوليّاً موضوع مساءلة، أبرزها ما سُمِّي في الفقه الدولي "القانون الدولي الإنساني" الذي تُثبت الوقائع والأحداث أنّه على المحكّ، إذ في حرب غزّة تحديداً، أصبحت لغة القوّة واحتقار كلّ ما يندرج ضمن الشرعية الدولية، هي المنطق السائد دون سواه.
وكتب عبد القادر عبد العالي حول "طوفان الأقصى: بين مأزق القضية الفلسطينية والدولة الكولونيالية الإسرائيلية"، إذ حرّكت عملية "طوفان الأقصى" الكثير من الأوضاع القائمة، بما في ذلك المأزق الخاص بالقضية الفلسطينية بعد مسار "اتفاقيات أوسلو" عام 1993، وما أعقبه من تطبيع بين الاحتلال وبعض الدّول العربية ومحاولة إنهاء القضيّة الفلسطينية.
تنطلق هذه الدراسة من إشكالية علاقة الدولة بالمجتمع أو علاقة الدولة الكولونيالية الاستيطانية بالمجتمع الأهلي للسكان الأصليّين، وكيف توظّف الدولة الاستيطانية مختلف تقنيات الإخضاع والتصفية والإبادة الجماعية والتهجير لإنهاء القضية الفلسطينية. وما الذي يمثّله حدث "طوفان الأقصى" بالنسبة إلى تحريك ملفّ القضية الفلسطينية، وما هي المشكلات الجديدة التي يمكن أن تفتحها عملية "طوفان الأقصى" على مستقبل الاحتلال الاستيطاني؟
"آفاق القضيّة الفلسطينية في زمن طوفان الأقصى: قراءة في خلفيّات العملية ودوافعها وتداعياتها"، عنوان ورقة الباحث محمد عبد الحفيظ الشيخ، التي تُضيء عملية "طوفان الأقصى"، وتبحث في الدوافع والأهداف التي أدّت إلى إطلاقها، وما تلاها من حرب إبادة جماعية في ظل صمت عربي ودولي غير مسبوق، هو الأكثر خذلاناً وإيلاماً لا للشعب الفلسطيني وحده بل للقيم الإنسانية بوجه عام.
كما لفتَ الباحثان محمد زيتوني وعبير بوعكاز في دراستهما المُشتركة "عملية طوفان الأقصى: المواقف العربية والدولية"، إلى ما أحدثته هذه العملية من تحوُّل نوعي في مسار واستراتيجيات فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة على مستوى المواجهة مع الكيان الصهيوني. وإثر هذا الحدث وتداعياته في غزّة والمنطقة، توالت ردود الفعل من طرف الوحدات الإقليمية، العربية بخاصة والدولية عموماً، منذ اللحظة الأولى للعملية. وعليه، يحاول هذا البحث رصد هذه المواقف في لحظاتها الأُولى والبحث في خلفياتها وتأثيرها في مسار العدوان الإبادي الذي شنّته "إسرائيل" ضدّ قطاع غزّة.
خارج قوس الملفّ، تضمّن العدد مجموعة دراسات ومراجعات كتب ومقالات رأي والتقارير البحثية، من بينها: "أفكار في الدولة اللبنانية: وقائع فشل وتطلّعات بناء" لساسين عساف، و"التمثّل الذهني للأنساق الاحتجاجية في المغرب" لخليل بية، و"الأسرة القطرية بين التقاليد والتقليدية الحديثة: دراسة في تقاطُع الشريعة والقانون والعُرف" للتيجاني عبد القادر وأفراح العتيبي وسارة الصلابي، و"التنافس الجيوسياسي على الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط" لعلي قاسم مقداد، و"الإسلام في الفضاء الأوروبي ومهاجرو بلدان شمال أفريقيا: بين دعاوى الإقصاء وصراع البحث عن الهوية" لأنوار بنيعيش.