"الفن الحروفي في تونس": منذ السبعينيات

19 يوليو 2023
من داخل "المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر" في تونس العاصمة
+ الخط -

ارتبط الفن التشكيلي التونسي منذ بداياته بحضور الفنانين الغربيين الذين أقاموا في البلاد خلال فترة الاستعمار الفرنسي، وتعلّم على يدهم أوائل الفنانين مثل الهادي الخياشي وجيلاني عبد الوهاب. ومع ظهور "مدرسة تونس" في نهاية الأربعينيات، بدأت فعلياً "تَوْنَسةُ" التشكيل على صعيد المضمون والتجريب في الأسلوب.

التعبير عن الواقع التونسي وهويته بدا واضحاً في أعمال هذه المدرسة، إلا أن الحروفيات لم تجد طريقها إلى اللوحة إلا بعد ذلك بنحو عقدين، وهو ما يضيئه معرض "الفن الحروفي في تونس : النشأة والتطور" الذي يُفتتح غداً الخميس في "المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر" بتونس العاصمة، ويتواصل حتى نهاية الشهر المقبل.

يقدم المعرض للزوّار لمحة جمالية عن أهم ما قدمته التوجهات الفنية في تونس في توظيفها للخط والحروف، في أكثر من تسعين لوحة تمثّل الفترة الزمنية ما بين 1970 و2020، كما "يكشف التزاوج أو المزج بين الأنماط الفنية المختلفة عن أحد جوانب التناقض في التعبير بين أنماط وأساليب الماضي ورهانات الحاضر"، بحسب بيان المنظّمين.

(عمل لـ نجا المهداوي، من المعرض)
(عمل لـ نجا المهداوي، من المعرض)

يضمّ المعرض أعمالاً للهادي التركي (1922 – 2019) تعكس توظيف رموز التراث وعناصره من معمار عربي تونسي وهندسة إسلامية في رؤية فنّية حداثية، بعدما هيمنت مفردات الفولكلور والمشاهد الطبيعية على المشهد التشكيلي في البلاد لعقود عديدة.

كما تُعرض أعمال نجيب بالخوجة (1933 – 2007) الذي اهتمّ بتصوير جماليات المدينة العتيقة في تونس العاصمة وإبراز الزخارف والخط في معالمها التاريخية، وأعمال صفية فرحات (1924 – 2004) التي تنوّعت بين الرسم والخزف والنسيج والنحت، والجداريات.

(عمل لـ صفية فرحات، من المعرض)
(عمل لـ صفية فرحات، من المعرض)

وقد تكون تجربة نجا المهداوي (1937) الأبرز في تقديم الحرف العربي ضمن الفن التونسي المعاصر، حيث يقدّم المعرض نماذج عديدة من أعماله التي تخرج عن التصورات الكلاسيكية، سواء في مزجه بين الرسم والغرافيك، أو تجاربه على النسيج والطبول والزجاج والجلد والخشب والذهب والنحاس والطائرات، وصولاً إلى تصميم الأزياء، إلى جانب أعمال لفنانين مثل لمين ساسي وفابيو روتشيغيني وغيرهما.

ينقسم المعرض إلى أربعة محاور رئيسة، هي: المقاربات التي اعتمدتها طلائع الفن التشكيلي؛ والتعبيرات الفنية المستوحاة من الأدب العربي؛ والحروفية: العلامات والرموز؛ والتعبيرات المعاصرة للحروفية أو عندما يصبح الحرف موضوعاً تصويرياً.

المساهمون