"الفن الجريح": قبل الانفجار وبعده

23 ديسمبر 2020
(من المعرض)
+ الخط -

لا تزال تداعيات انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب/ أغسطس الماضي مستمرة، لكونها أتت في ظلّ أزمة اقتصادية لم تشهد مثلها البلاد، واحتجاجات شملت جميع المناطق والفئات الاجتماعية ضد الحكم بكلّ مكوناته، ولم يعد من الممكن القبول بتسويات تفرضها إرادات الخارج لتعيد الزعامات الطائفية نفسها.

كانت الفنون أبرز شاهد عيان على تلك الكارثة التي مرّ بها لبنان منذ أشهر مع تحطّم البيوت ونزوح الناس، وتراكم الخسائر، مثلما أدّت الدور نفسه في جميع المحطّات التي عاشها اللبنانيون سابقاً. في هذا السياق، يتواصل حتى السادس عشر من كانون الثاني/ يناير معرض "الفن الجريح" الذي افتُتح منتصف الشهر الجاري في "فيلا عودة" ببيروت.

يشير بيان المنظّمين إلى أن المعرض يمثّل تعبيراً فنياً جديداً استُعير من فن "كينستوجي" في اليابان، الذي يقوم على ترميم الأواني الفخارية وإصلاحها، تماماً مثل عودة الإنسان إلى الحياة، حيث تتجاوز الأعمال الفنية والقصائد لعدد من الشعراء اللبنانيين.

(من المعرض)
(من المعرض)

يضمّ المعرض أعمالاً استمدّت ثيماتها من كارثة المرفأ، وثانية أتلفت أو تعرّضت للأذى بسبب الانفجار، ومجموعة ثالثة أُصلِحَت، وهي تتكوّن من لوحات وأعمال نحتية لحوالى خمسة وثلاثين فناناً.

يضمّ المعرض لوحات للفنانين شفيق عبود (1926 – 2004) الذي قدّم سلسلة "المقاهي المبتلَعة" عام 1990، وهي تشكيلات ضخمة ملوّنة مستوحاة من واقع الحرب الأهلية اللبنانية، وفريد عواد (1924 – 1982) بأعماله المستوحاة من الطبيعة الصامتة، وصليبا الدويهي (1913 – 1993) الذي اشتهر بانطباعيته في تصوير مشاهد من الريف اللبناني، وبول غيراغوسيان (1926 – 1993) الذي رسم الأناس المهمشين في شوارع بيروت ومواضيع العائلة والألم والمنفى والعمال.

كذلك تعرض أعمال لفنانين من أجيال لاحقة، منهم هلا عز الدين ونبيل نحاس وأروى سيف الدين وهادي سي وميساك طرزيان ممن نفّذوا لوحاتهم بعد 4 آب/ أغسطس، وتتجاور مع قصائد لجبران خليل جبران وناديا تويني وشارل قرم وغيرهم، كذلك يستمع الزائر في أثناء تجوّله لموسيقى عبد الرحمن باشا وغابريال يارد وزاد ملتقى وأسامة الرحباني وغيرهم.

وخصّص المنظمون جانباً من المعرض للوحات تعود إلى فنانين أوروبيين، وفي مقدّمتها لوحة للفنان الإيطالي غويدو ريني (1575 – 1642) التي رسم فيها يوحنا المعمدان، وهي من ضمن  مقتنيات متحف سرسق في بيروت.

المساهمون