الغول أحمد.. الميتافيزيقيا الفرعونية بلغة معاصرة

08 فبراير 2022
(من المعرض)
+ الخط -

في کتابه "ظواهر إنسانية من القرن العشرين"، يقول الغول أحمد "إن منهجي کَوني، وطريقتي عملية، ومذهبي انفعالي وحدسي؛ عِلمٌ مسرور لا منظوم ولا منثور، ينقطع ويتّصل وليس لقطعه انفعال، کما ليس لاتّصاله استقرار، فالكون کبير والإنسان صغير، ولكنّه بدرٌ من البدور بالفلك يدور، ويضع الاتّزان لتُعاد صياغة الإنسان، فالعقل زينة والروح أمينة، والكون تزاوجٌ تام ما بين اليقظة والأحلام، والحقيقة مظاهر مرئية تحرّکها القدرات الخفية، وبالتالي فهي مادّة طبيعية توقظ فنّياً التوقّعات الإيجابية".

بهذه العبارات، وصف النحّات المصري (1933 – 2011) عمله الذي أتى على حدّ وصفه بطريقة عِلمية، أي أنه خضع في رؤيته للمنطق العِلمي الذي توصّل إليه بالبحث والدراسة، وذلك من خلال تحليل ما يحدث داخل الفنان ومُشاهد عمله.

يُفتتح عند السابعة من مساء غدٍ الأربعاء معرضٌ استعاديّ للغول أحمد في قاعة أحمد صبري بـ"مركز الجزيرة للفنون" في القاهرة، ويتواصل حتى الرابع والعشرين من الشهر الجاري، ضامّاً أعمالاً مستوحاة في غالبها من البيئة المصرية، وخاصّة بيئة جنوب مصر.

(من المعرض)
(من المعرض)

يُعرض عملٌ بعنوان "عروسة الحسد"، والذي يتّخذ ملامح مصرية بحتة، ويحمل عينين مستديرتين کنايةً عن العين الحاسدة، وهو يستعير في بنائه المعتقَد السائد في المجتمعات الريفية التي تؤمن بالغيبيات حول عين الحسود، في تجسيد دمية كانت تشكّل قديماً من الورق ثم يتمّ تخريمها بوضع الإبر فيها ثم حرقها.

من بين الأعمال التي قدّمها أحمد، "البومة" التي نحتها بهيئة الوقوف بدون جناحين، دلالةً على السكون التام، کما أن رأسها منتصب على الجسد مباشرةً، فيما تختفي الرقبة، وتحدّق البومة بعينين مكوّرتين إلى الأمام، ناظرةً إلى المستقبل، وترتكز على قدمين ضخمتين وليس على ساقين، دلالةً على الثبات والثقة.

في عمله "سفينة الفضاء"، يستخدم الفنّان خامات مختلفة من الخشب والمعدن والحجر التي تمّ تركيبها، وفيها يستعيد السفينة الفرعونية التي ترحل إلى الشمس، ولكنْ بلغة بصرية معاصرة عكست واحداً من أحلام طفولته حول المخلوقات الفضائية والأشكال الخارقة للطبيعة.

وُلد الغول أحمد في بلدة فزارة بمحافظة سوهاج، وحاز إجازة في الفنون الجميلة من "جامعة الأسكندرية"، كما نال دبلوم فن الميدالية ودرجة الدكتوراه في الفنون من روما، وعمل مدرّساً للنحت من عام 1971 حتى منتصف التسعينيات، كما شارك في عدد من المعارض الفردية والجماعية في روسيا وإيطاليا والهند وجنوب أفريقيا وفرنسا واليابان.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون