في عام 2009، بدأت أول الجهود لإحصاء وتوثيق عدد المباني التاريخية في مدينة السلط التي أدرجتها "يونسكو" على لائحة التراث العالمي الشهر الماضي، من خلال دراسة شملت أكثر من ألفين وأربعمائة معلم يعود إنشاء أقدمها إلى القرن التاسع عشر.
نظّم فضاء "فكرة" بالتعاون مع جمعية المعماريين الأردنيين جلسة حوارية حول ملف إدراج مدينة السلط ضمن اللائحة العالمية، مساء أمس السبت في "متحف أبو جابر" وسط السلط بمشاركة المعماريين والباحثين المسؤولين عن الملف، وهم خالد خشمان ولينا أبو سليم ورامي الضاهر ورنوة الخطيب وجهاد هارون.
استعاد المتحدّثون مسار الترشيح منذ عام 2004 حين تمّ تسجيل الحاضرة التي تبعد ثمانية وعشرين كيلومتراً غرب عمّان بشكل أولي، ثم انعقاد مؤتمر حول تراث منطقة البلقاء (التي ذكرتها مؤلّفات الجغرافيين والرحالة المسلمين للإشارة إلى وسط الأردن الذي يمتد بين نهري الزرقاء والموجب)، خلص المشاركون فيه إلى تأسيس قاعدة بيانات كاملة لكل موقع تراثي وتفعيل فانون حماية التراث العمراني والحضري.
تعود أفدم المباني المسجّلة في المدينة على لائحة التراث العالمي إلى القرن التاسع عشر
وتطرّق المشاركون أيضاً إلى البدء بدراسة مدينة السلط وجمع البيانات والخطط منذ عام 2014، والاطلاع على ما تمّ في السنوات السابقة من أمور تنظيمية وتصنيفات للمباني التُراثية، وكانت أهم نتائج هذه الخطوة هي وقف الخطط التنظيمية الموضوعة عام 1984 لما تحويه من خطط لتوسعة الشوارع على حساب المعالم التراثية في المدينة.
كما تمّ التوقف عند عام 2017، حيث قدّم ملف مدينة السلط ليونسكو لأول مرة، وتصمّن قائمة بأهم اثنين وعشرين مبنى تُراثياً، ولم يكن الملف في حينها مكتملاً، ليعاد تقديمه في عام 2020 باعتبارها مدينة تراثية حضرية وحّية، من خلال دراسة التُراث المادي وغير المادي للمدينة، فحتى يتم اعتماد الملف لا بد من أن يتمتع الموقع الذي يتم تقديمه بقيمة فريدة، وليس مجرّد مبانٍ تُراثيّة.
ويوضّح مُنسّق ومُعد ملف الترشّح الباحث والمعماري رامي الضاهر، أهمية مدينة السلط بأن القيمة التراثية لمدينة السلط ليست فقط بالمباني القديمة من الفترات العثمانية وبداية الاستعمار البريطاني، بل من الفراغات والفضاءات العامة، والسياق الحضري، والأدراج والممرات وعلاقتها مع المباني، بالإضافة إلى موضوع الرفاه الاجتماعي الحضري في المدينة وعلاقة السكان ببعضهم وتكافلهم في ما بينهم.
ومن أبرز معالم المدينة: مبنى مهيار في شارع الحمام والذي سكنه الملك عبد الله الأول في العشرينيات، ومبنى أبو جابر والمستشفى الإنكليزي ومبنى السكر وتجمع مباني الخطيب وتجمع مباني الساكت ومبنى الداود في منطقة الساحة والجامع الصغير في شارع الحمام ومبنى المعشر وتجمع كنيسة اللاتين في شارع الدير، ومبنى طوقان في شارع الميدان، ومبنى النابلسي في منطقة درج الرمانات، ومبنى قاقيش في منطقة الخضر، وغيرها.