الجائزة العربية لتشجيع البحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية: ثلاثة فائزين

13 مارس 2023
الباحثون الثلاثة الحائزون على الجائزة لهذا العام
+ الخط -

فاز ثلاثة باحثين بـ"الجائزة العربية لتشجيع البحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية" بدورتها التاسعة، والتي اختتمت اليوم في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" بالدوحة، تحت عنوان "مفهوم الثقافة السياسية: الثقافات السياسية في العالم العربي".

وسلّم كلٌّ من وزير الثقافة القطري عبد الرحمن بن حمد آل ثاني؛ والمدير العام لـ "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" المفكّر العربي عزمي بشارة؛ ورئيس "معهد الدوحة للدراسات العليا" ورئيس لَجنة الجائزة الباحث عبد الوهاب الأفندي؛ الجوائزَ في الحفل الختامي للمؤتمر.

ونالَ الباحث المصري أحمد أبو العلا أستاذ الأنثروبولوجيا الثقافية في "المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية" بالقاهرة، جائزة هذا العام عن بحثه "الثقافة السياسية لدى الشباب النوبي في مصر: الحراك النوبي نحو قضية العودة نموذجاً". وبحسب بيان الجائزة فقد مُنحت أبو العلا الجائزة على أساس "جدة الموضوع غير المطروق ومساهمته النظرية والتجريبية في مجالٍ يَتحاشاه الكثيرون لحساسيته".

تميّزت أوراق الفائزين بالعمق النقدي والإضافة النظرية 

كما فاز الباحث المغربي سعيد الحاجي الأستاذ في التاريخ المعاصر والراهن في "جامعة عبد الملك السعدي" بتطوان، عن بحثِه "التوافق في ثقافة النخبة السياسية المغربية: في العلاقة بين محدّدات التوافق والتحوّل الديمقراطي بالمغرب". وقد نوهّت لجنة الجائزة بتناول الحاجي مبحثاً "فيه بعض الفرادة على الساحة العربية من منظورٍ نقدي للتنظير الديمقراطي، حيث التوافُق السياسي قد لا يؤدّي بالضرورة إلى خيارات ديمقراطية".

وكان الفائز الثالث الباحث المغربي محمد نعيمي الأستاذ في "معهد التنمية الاجتماعية"، والأستاذ الزائر في "المدرسة الوطنية الغابوية للمهندسين"، وذلك عن بحثه "'الثقافة السياسية' والفعل الجمعي الاحتجاجي في سياق الانتفاضات العربية (2011 - 2019). ومنحت الجائزة له بسبب ما رأته اللجنة "تعمّقاً نظرياً في تناول نعيمي بعض الجوانب الاحتجاجية في الانتفاضات العربية الأخيرة، ما جَعله إضافة مهمة إلى السجال في هذا المجال".

وعقب حفل الجائزة أعلن المفكّر العربي عزمي بشارة أن موضوع الدورة العاشرة المقبلة من "مؤتمر العلوم الاجتماعية والإنسانية" سيكون بعنوان: "مواقع التواصل الاجتماعي: جدلية حرية التعبير والرقابة والسيطرة". وقال بشارة إن مواقع التواصل الاجتماعي "غيّرت الفضاء التواصلي واللغة والكثير من الثقافة السياسية، بيد أن العلوم الاجتماعية لم تتطرق إليها بشكل جدّي".

تنافست 87 ورقة بحثية في الجائزة التي بلغت قيمتها 50 ألف دولار لكل باحث

وأضاف: "في الوقت الذي باتَ هذا الحقل مجال تدريس أكاديمي في الغرب، لدينا تخلّف عن بحثه، ما استدعى 'المركز العربي' لإنشاء وحدة دراسة الفضاء الرقمي العربي تقنياً، وكذلك من ناحية العلوم الاجتماعية واللسانية".

وكان رئيس لجنة الجائزة ورئيس "معهد الدوحة للدراسات العليا"، الباحث عبد الوهاب الأفندي، قد أفصح في كلمته عن أن عشرات الأوراق التي قُدّمت في حقل "الثقافة السياسية" كشفت جملةً من الحقائق، ومنها أن هذا الحقل كان بعيداً عن اهتمام الغالبية، وبالتالي جرى رفض الكثير من الأوراق رغم جودتها، لكنها فشلت في التطرّق إلى موضوع المؤتمر، كذلك أشار إلى غياب حوار فاعل في العالَم العربي بشأن هذه القضية.

وأضاف أن لجنة الجائزة تسلّمت 194 ورقةً من 15 دولة داخل العالم العربي وخارجه، وقُبِل منها 87، ومنح الباحثون والباحثات مدّة عشرة أشهر لإنجاز بحوثهم في تاريخ تشرين الأول/ أكتوبر 2022، وبعد تحكيم الأوراق رشّحت منها عشرون ورقة للمشاركة في الدورة التاسعة للمؤتمر، وبناءً على توصيات لجنة القراءة العِلمية والمحكّمين وصلت عشرُ أوراق إلى القائمة القصيرة، التي قرّرت لجنة التحكيم فوز ثلاث منها.

وهذه الجائزة التي أطلقها "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" عام 2011، تسعى إلى تشجيع الباحثين والباحثات في العالم العربي وخارجه على البحث العِلمي في قضايا وإشكاليات تهم المجتمعات العربية، وترتبط ببنيتها وتحوّلاتها ومساراتها نحو الوحدة والاستقلال والديمقراطية والتنمية الإنسانية. ويعقد "مؤتمر العلوم الاجتماعية والإنسانية" كل عامين لإتاحة الفرصة الكافية للباحث، ويمنح لكل باحث فائز جائزة تبلغ 50 ألف دولار.

وتنافس في الدورات السابقة أكثر من 230 بحثاً، وفاز بها أكثر من خمسين باحثاً من مختلف الدول العربية، تناولوا مواضيع مثل الهوية، واللغة والتنمية الإنسانية المستدامة، ومفهوم العدالة، والثورات العربية، والجامعات والبحث العلمي، والشباب العربي الهجرة والمستقبل.

المساهمون