الثورة التحريرية في عيدها.. استعادات بين الجزائر وباريس

03 نوفمبر 2021
من الجزائر العاصمة، 1960 (Getty)
+ الخط -

مرّت، أول أمس الاثنين، الذكرى السابعة والستّون لانطلاق الثورة التحريرية الجزائرية (1954 - 1962)؛ وهي مناسبةٌ لا تمرٌّ من دون استعادتها على أكثر من مستوى، وكثيراً ما يكونُ للمستوى الثقافي حضورٌ فيها، وإنْ كان يكتفي عادةً باستعادة "أمجاد الماضي" من دون مقاربة أسئلة الحاضر الملحّة.

في "المتحف الوطني للفنون الجميلة"، افتُتح، أوّل من أمس الأحد، معرضٌ استعادي بعنوان "الجزائر ورسّاموها"، يضمُّ قرابة خمسين لوحةٍ لتشكيليّين جزائريّين بارزين تناولوا الثورة التحريرية في أعمالهم، إلى جانب منحوتات وملصقاتٍ لمعارض سابقة حول ذكرى الأوّل من تشرين الثاني/ نوفمبر 1954.

من بين الفنّانين الذين يضمّ المعرض أعمالهم: محمد خدّة، وامحمّد إيسياخم، وباية (فاطمة محيي الدين)، وعائشة حدّاد، ومحمّد خطيب محمد، ودينيس مارتينيز، ومريم باي، وشكري مسلي، وسهيلة بلبحار، وعلي خوجة، إلى جانب فارس بوخاتم الذي التحق بالثورة في سنّ مبكرة وأنجز عدداً من الملصقات لـ"جبهة التحرير الوطني".

وقبل يوم من ذلك، أطلقت "وزارة المجاهدين" في الجزائر العاصمة معرضاً باسم "المتحف المتنقّل"، يُنتظَر أن يستمرّ حتى السبت المقبل؛ حيث تجوب أربع حافلاتٍ بلديات المدينة عارضةً صوراً ووثائق عن حرب التحرير وأبرز الأحداث التي شهدتها طيلة أكثر من سبع سنوات.

في "مكتبة شايب دزاير" بالجزائر العاصمة، ألقى الأكاديمي والباحث المتخصّص في التاريخ والآثار عبد الرحمن خليفة، السبت الماضي، محاضرةً بعنوان "التسلسل الزمني لتاريخ الجزائر: من الأصول إلى يومنا هذا"، استعرض فيها تاريخ الجزائر منذ العصور القديمة وحتى الثورة، التي اعتبرها "مثالاً للشعوب المتحرّرة والبلدان التي تسعى إلى استرجاع استقلالها".

وتحدّث خليفة عن "وجود شعب أصلي واحد عبر كل الأزمنة، يقوده ملوكه الذين أسّسوا الدولة الجزائرية وقاوموا مختلف الاستعمارات إلى غاية استرجاع الاستقلال يوم 5 تمّوز/ يوليو 1962"، في إشارة إلى تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخّراً، التي اعتبر فيها أن لا وجود لأمّة جزائرية قبل الاستعمار، وهو ما أثار أزمةً دبلوماسية بين البلدَين.

وفي مدينة باتنة، شرقي الجزائر، قدّم الكاتب منصف جنادي، السبت الماضي، كتابه الأوّل الصادر حديثاً عن "دار الشهاب" تحت عنوان "أوراس النمامشة.. شهادات رفقاء مصطفى بن بولعيد"، والذي يُضيء فيه على محطّات من الثورة في منطقة الأوراس منذ الحركة الوطنية ثمّ المنظّمة الخاصّة، بالاستناد إلى شهاداتٍ للمناضل الراحل مصطفى بوستّة الذي كان مقرّباً من عدد من مفجّري الثورة؛ مثل مصطفى بن بولعيد، وعباس لغرور، وعاجل عجول.

وفي "قاعة ابن زيدون" بالجزائر العاصمة، قُدّم السبت الماضي العرض الأول للفيلم الوثائقي "تاريخ المعتقلات والسجون يلاحق فرنسا الاستعمارية" لمخرجه سعيد عولمي، وهو جزءٌ من سلسلةٍ أنتجتها "وزارة المجاهدين" حول السجون والمحتشدات الاستعمارية في الجزائر، ويستعرض بالصُّور وشهادات الناجين الجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال الفرنسي داخل المحتشدات، خصوصاً بين 1957 و1962.

سينمائياً دائماً، يعرض "المركز الثقافي الجزائري" في باريس، غداً، فيلماً وثائقياً بعنوان "معركة الجزائر: البصمة" للمخرج الجزائري الفرنسي شيخ جمعي، وهو عملٌ يتناول فيلم "معركة الجزائر" (1966) للمخرج الإيطالي جيلو بونتي كورفو، بالاعتماد على أرشيف من الصور والتسجيلات والمشاهد من الفيلم، إضافةً إلى لقاءات مع شخصيات سينمائية وتاريخية.

ويقتفي الوثائقي الإرث الذي تركه فيلم "معركة الجزائر" في الوعي الجماعي الجزائري وتأثيره على أجيال كاملة، باعتباره إحدى أيقونات السينما الجزائرية.

وكما جرت العادة، لم يغب الجانب التنشيطي من برنامج الاستعادة؛ ففي "أوبرا الجزائر"، قدّمت الأوركسترا والجوقة التابعتَان لها، مساء أمس الاثنين، عرضا لمجموعة من الأغاني الوطنية واللوحات الراقصة، قبل أن يحتضن المكانُ نفسه أداء كوريغرافياً من إخراج فاطمة الزهراء ناموس وأداء قرابة أربعين راقصاً، بينما جرى تقديم عرض أدائي بعنوان "الله أكبر.. أيا نوفمبر"، الأحد الماضي، في "قاعة ابن زيدون".

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون