"التجريب والإبداع": استعادةٌ في ذكرى الانتفاضة الفلسطينية

08 ديسمبر 2024
جدارية لـ فيرا تماري (1979)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- في عام 1987، أسس أربعة فنانين فلسطينيين جماعة "نحو التجريب والإبداع" لدعم الانتفاضة الفلسطينية الأولى من خلال استخدام خامات محلية مثل الطين والقهوة، مما جعل الفن التشكيلي وسيلة مقاومة.
- يحتفل المتحف الفلسطيني بذكرى الانتفاضة السابعة والثلاثين بعرض أربع جداريات للفنانين المؤسسين، لتكون نواة معرض دائم يعبر عن شكر واعتراف بجهودهم في تجديد الحركة الفنية.
- في عام 1993، أقامت المجموعة معرضًا في رام الله، مسلطة الضوء على رؤى فنية جديدة تهدف لتطوير الثقافة والإبداع الفلسطيني، مع التركيز على تجاوز القيود الجمالية التقليدية.

خلال الانتفاضة الفلسطينية الأُولى التي اندلعت في مثل هذا اليوم من عام 1987، أسّس أربعة فنّانين تشكيليّين فلسطينيّين، هُم سليمان منصور وفيرا تماري ونبيل عناني وتيسير بركات، جماعةً فنّية أطلقوا عليها اسم "نحو التجريب والإبداع"، سعوا من خلالها إلى مؤازرة الانتفاضة ودعم الدعوة إلى مقاطعة منتجات الاحتلال الإسرائيلي، من خلال الامتناع عن استخدام الأدوات والخامات القادمة منه.

لم تكن بدائل الرسم المحلّية متاحةً. ولذلك لجأت المجموعة إلى الخامات الطبيعية، مثل الطين والقهوة والحنّة، لإنجاز أعمالها الفنّية. وكان ذلك، في حدِّ ذاته، تجربةً جديدة في الحركة التشكيلية الفلسطينية؛ بات معه الفنُّ التشكيلي - إضافةً إلى تعبيره التقليدي عن المقاومة - أسلوبَ مقاومة أيضاً.

لمناسبة الذكرى السابعة والثلاثين للانتفاضة الأُولى، يرفع "المتحف الفلسطيني" في بلدة بيرزيت، عند الثالثة من بعد ظُهر غدٍ الإثنين، الستار عن أربع جداريات للفنّانين الأربعة الذين أسّسوا جماعة "نحو التجريب والإبداع" عام 1989، لتكون نواة معرض دائم يحتضنه المتحف.

وحسب تقديم المتحف، فقد "أُنتجت الجداريات الأربعة في زمن حرب لا تشبه غيرها من الحروب، ووُلدت لتكون نواة المعرض الدائم للمتحف الفلسطيني، لتبقى على جدرانه ما بقي، ولتقدّم شكراً وعرفاناً لفنّاني جماعة 'نحو التجريب والإبداع'، الذين قادوا حركة تجديد نحو الأمام، متّكئين على موروث شعبهم العظيم".

في ربيع عام 1993، أقامت المجموعة معرضاً في رام الله بعنوان "نحو التجريب والإبداع"، ضمّ أعمالاً لكلّ من سليمان منصور (1947) وفيرا تماري (1945) ونبيل عناني (1943) وتيسير بركات (1959)، إضافةً إلى خليل رباح (1961)، وأصدرت كتالوغاً للمعرض باللغتين العربية والفرنسية، نقرأ فيه الخطوط العريضة لأفكار المجموعة وتوجّهاتها الفنّية؛ إذ يرد فيه: "ظلّ الفن التشكيلي الفلسطيني، ولفترة طويلة، أسيراً لمعايير جمالية فرضتها مجموعة من الظروف والقيم السياسية والاجتماعية والفكرية. وقد ساعد على ذلك العزلةُ الثقافية المفروضة وغياب كلّيات الفنون وقاعات العروض المتخصّصة والنقد الفنّي الجاد، ممّا جعل الفنّ التشكيلي يدور في حلقة مفرغة، معتمداً بشكل أساسي على التسجيلية الواقعية والرمزية السطحية، ونتج عن هذا الوضع ركون عدد كبير من الفنّانين المحلّيين إلى إمكانيات المواضيع الثورية والقيم الجمالية".

ونقرأ أيضاً: "كان لقاءٌ غير مخطّط لمجموعة من الفنّانين (التجريب والإبداع) التي أخذت على عاتقها أن تنحو نحو التجديد، ليس من أجل التجديد فقط، بل للبحث عن رؤىً فنّية جديدة في سلّم تطوير الثقافة والإبداع الفلسطيني (...) رأت هذه المجموعة ضرورة تأسيس قاعة عرض متخصّصة تساهم في توصيل تجاربهم والتجارب الجادّة للفنّانين الفلسطينيّين إلى الجمهور المحلّي، وكذلك توصيل التجارب المُعاصرة في الفنون العربية والعالمية".

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون