أعلنت وزارة الثقافة الأردنية، أمس الأربعاء، الحداد على شهداء المستشفى الأهلي المعمداني وشهداء غزَّة، الذين قضوا جرَّاء العدوان الإسرائيلي الغاشم، من دون أي تعديل أو تغيير على أنشطتها الثقافية المبرمجة مسبقاً أو إصدار بيان بخصوص ذلك.
لا تشهد هذه الفترة من العام زخماً في الفعاليات قياساً بالأشهر الثلاثة الماضية، فباستثناء "الموسم المسرحي الأردني" الذي اختتم فعالياته الخميس الماضي وتواصلت عروضه بشكل اعتيادي، تتوزّع نشاطات المؤسسة الرسمية على معارض صغيرة أو ورش هناك وهناك.
في ظل التفاعل الشعبي العارم تضامناً مع أهل غزّة في وجه العدوان الصهيوني، يبدو غريباً التزام الوزارة الصمت، وعدم إعلان تضامن واضح في بيان رسمي أو التفكير بفعالية نوعية تواكب الأحداث الجارية، إلا أن انتهاء العام الجاري يعني حالة من الجمود تحدث كل عام، حيث يتوقف الإنفاق ويُكتفى بالفعاليات التي خُطط لها منذ بداية السنة، بانتظار الإعلان عن موازنة الدولة الجديدة وتحديد ميزانية الوزارة في شباط/ فبراير المقبل.
ربما الإرباك الدائم في إدارة حقيبة الثقافة وتطوير عملها ينطبق على جميع الملفّات ولا ينحصر في مسألة إبداء التضامن مع قضية مركزية، إلا أن من الإنصاف الإشارة إلى أن فلسطين لا تغيب عن المشهد الثقافي الأردني، الرسمي منه والأهلي، في جميع أيام العام.
وزارة الثقافة نفسها رعت منذ أيام "معرض مركز التراث الفلسطيني الثالث عشر" الذي يقيمه المركز، وأيضاً معرض الكاتب والفنان هاني الحوراني "القدس عمّان 70 كم" الذي افتتح في "غاليري القاهرة عمّان" الإثنين الماضي ويستمرّ حتى الخامس عشر من الشهر المقبل.
كما انطلقت أمس الأربعاء في "جامعة اليرموك" بمدينة إربد (85 كلم شمال العاصمة الأردنية) النسخة التاسعة من "مؤتمر الرواية العربية" تحت عنوان "القدس في الرواية العربية" بمشاركة عشرات الباحثين الأردنيين والعرب، وجرى خلاله تكريم القاص والكاتب الفلسطيني محمود شقير (1941).
وافتتح أيضاً في العاشر من الشهر الجاري "غاليري رؤى 32 للفنون" معرض جماعي بعنوان "النور في المدى" حول تأملات الصمود البشري"، والذي يتقاطع موضوعه مع حق مقاومة المحتل، بمشاركة عدد من الفنانين العرب، منهم: آمال جالوقة، وأية أبو غزالة، وحمود شنتوت، وداليا أبو هنطش، وداليا علي، وديانا شمعونكي، ورنا صنيج، وزينة سليم، وسمر حدادين، وسعاد عيساوي، وشهيرة أبو غنيمة، وشيرين عودة، وصفاء أبو عيد، وعلي حسين، وعدنان يحيى، وغازي إنعيم.
إلى جانب ذلك، أعلنت معظم المراكز والهئيات الثقافية مثل "مؤسسة عبد الحميد شومان" و"المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة" الحداد على شهداء غزة، ودعت جمعيات أخرى إلى الاعتصام وإقامة وقفات تأييداً لحق الشعب الفلسطيني في المقاومة.