- تتناول لوحات العرارجي مواضيع متنوعة، منها الحرب وتأثيراتها، حيث صورت الدمار في بورسعيد خلال العدوان الثلاثي وهزيمة 1967، بالإضافة إلى الانتفاضة الفلسطينية عام 1987 وانتفاضة الأقصى عام 2000.
- استخدمت العرارجي تقنيات متنوعة مثل الألوان الزيتية والمائية والفريسك، واهتمت بتصوير حياة الصيادين في بورسعيد والإسكندرية، و"جدران الزمن" التي تعكس حياة أهل الواحات المصرية.
حتى الخامس من كانون الأول/ ديسمبر المقبل، يتواصل في "غاليري المسار للفنون" بالقاهرة المعرض الاستعادي للفنانة التشكيلية المصرية فاطمة العرارجي (1931-2022)، تحت عنوان "الإنسان والمكان والزمان" والذي افتتح مساء الأحد الماضي.
الغاليري نظّم معرضين سابقين منذ رحيل الفنانة قبل نحو عامين، في محاولة لإضاءة تجربتها التي بدأت في خمسينيات القرن الماضي، حيث أقامت معرضها الأول عقب إقامة فنية قضتها في مدينة الأقصر (جنوبي مصر)، وتسرّبت مفردات الطبيعة المتعلقة بالحقول على ضفاف النيل وألوانها.
كما يتضمّن المعرض لوحات تنتمي إلى مراحل لاحقة شهدت غزارة في إنتاج العرارجي وصولاً إلى التسعينيات وتنقسم إلى موضوعات مختلفة من خلال تصويرها مظاهر الحياة اليومية للمصريين في احتفالياتهم الدينية والاجتماعية، وكذلك حركتهم في الأسواق والشوارع، وألعاب الأطفال وغيرها من المشاهد التي ترتبط بعلاقة الإنسان بمكانه.
وتحضر المدينة التي احتضنت بداياتها وهي الأقصر بمعالمها الأثرية والطبيعية وحركة الناس، بالإضافة إلى اهتمامها بالطبقة العاملة التي شغلت معظم مجايليها مع طغيان النزعة الواقعية التسجيلية متأثرة بالأجواء الاشتراكية خلال الحقبة الناصرية.
وفي تلك الحقبة أيضاً، شكّلت الحرب عنواناً لعدد من أعمال العرارجي التي تُعرض حالياً، حيث صوّرت في بعضها الدمار الذي لحق ببورسعيد خلال العدوان الثلاثي سنة 1956، وكذلك أجواء هزيمة حزيران/ يونيو عام 1967، وكذلك مرحلة ما بعد الحرب التي هيمنت على السينما والفن التشكيلي على نحو خاص.
ولم تتوقّف الفنانة عن رسم لوحات تتناول جرائم وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي، وصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته من خلال مجموعة لوحات حول الانتفاضة الفلسطينية عام 1987، وقدّمت رسومات بالحبر الصيني الأسود حول انتفاضة الأقصى سنة 2000.
العرارجي التي تنوّعت استخداماتها للمواد بين الألوان الزيتية أو المائية أو الفريسك، تعدّدت أعمالها حول النهر والبحر، خاصة في مدينتي بورسعيد والإسكندرية، وكذلك حياة الصيادين ويومياتهم في بحيرة المنزلة التي تتصل بقناة السويس وتغطي مسطحاتها المائية أراضي في محافظات الدقهلية وبورسعيد ودمياط والشرقية، بالإضافة إلى مجموعة "جدران الزمن" التي تتناول حياة أهل الواحات المصرية والمنازل الحجرية المنحوتة في الجبال حولها.
وتُعرض أيضاً لوحاتها من مجموعة "الإنسان والمكان والزمن"، التي يحمل المعرض عنوانها نفسه، حيث تتميز بمعالجة لونية جريئة وقوية تقترب من مناخات اللوحة السوريالية وتنزع نحو التجريد، سعت خلالها إلى إيجاد حلول غير تقليدية للتكوين واللون والعلاقة بين عناصر العمل.