"ارتجال" 23: أيام للموسيقى التجريبية في بيروت

07 ابريل 2023
من دورة العام الماضي
+ الخط -

عندما نتحدّث عن التجريب في سياق المَشهد الموسيقي اللبناني، بما يتضمّنه من أنواع ومُشتغلين ضمن إطاره، أو حتّى تظاهُرات تقدّمه للجمهور، قلّما نعثر على مهرجان استمرّ في الانعقاد لمدّة تقرُب من رُبع قرن.

والأسباب كثيرة، بلا شكّ، وراء عدم القدرة هذه على الاستمرارية؛ لكنّ أبرزها الدّعم الحكومي الذي ينصبُّ عادة على الفعاليات "الرسمية" بوصفها مواعيد مُوجَّهة إلى جمهور عمومي، كما أنّها تُكرِّس ذائقة واحدة مشغولة بـ"الترفيه"؛ على عكس مفهوم التجريب الذي يحاول دائماً اكتشاف مساحات جديدة.

"المهرجان الدولي للموسيقى التجريبيّة في لبنان" (ارتجال) هو عنوان التظاهرة التي تنطلق، في بيروت، بنسختها الثالثة والعشرين عند الثامنة مساءَ الحادي عشر من نيسان/ أبريل الجاري؛ وتتوزّع عروضُها، التي تتواصل حتى الرابع عشر منه، بين "مسرح زقاق"، و"مركز بيروت للفنّ".

يُشار إلى أنّ المهرجان قد تأسّس عام 2000، وتمكّن منظّموه، طيلةَ السنوات الماضية، من تقديم أنواع عديدة للجمهور مثل: الجاز والروك والموسيقى الإلكترونية؛ وبهذا أصبحَ الأقدمَ - موسيقياً - في بيروت، مُحافظاً على استمراريّته رغم ما تمرّ به المدينة من أزمات.

هذا وتَفتتح عازفة التَّار الإيرانية إلشان قاسمي (1981) التظاهرة عند الثامنة من مساء الثلاثاء المُقبل، في "مسرح زقاق"، حيث تُقدّم مقطوعاتٍ مستوحاة من الألحان الفارسية التراثية، حيث أعادت توزيعها ضمن أسلوبها المُعاصر، الذي تميّزت به خلال العقدَين الماضيَين من مسيرتها.

كما تقدّم، في الأمسية ذاتها، المُغنّية وعازفة الغيتار اللبنانية ميسا جلّاد مجموعة من أغنياتها التي اشتغلت عليها خلال السنوات الأربع الماضية، ويرافقها كلٌّ من: جوليا صبرا (غيتار)، وباسكال سمردجيان (درامز)؛ على أن يُختَتم اليوم الأول مع جاد عطوي (غيتار)، وأنطوني صهيون (غيتار إلكتروني).

إلى جانب عروض العزف والغناء، يتضمّن المهرجان، في يومه الثاني، عرضاً أدائياً بعنوان "خطٌّ يفصل بين الأرض والسماء"، يُشارك فيه ساري موسى، ونورا بدران وجوليا صبرا، في "مركز بيروت للفن"؛ يليه عرض فيلم لمازن كرباج بعنوان "الموسيقي" (2021)، والذي يتحدّث عن استحالة لقاء أحد العازفين مع فرقته والجمهور أثناء جائحة كورونا.
 
ومن المشارَكات التي يتضمّنها اليومان الأخيران للتظاهرة: سارة هنيدي وزياد مكرزل (إلكترونيك)، ومالك رزق الله (درامز)، بالإضافة إلى عدد من لاعبي الـ"دي جي".

المساهمون