إيتيل عدنان.. ضيفة عربية في متحف فان غوغ

30 مايو 2022
من معرض إيتيل عدنان في متحف فان غوغ (العربي الجديد)
+ الخط -

في "متحف فنست فان غوغ" بأمستردام، افتُتح في العشرين من أيار/ مايو الجاري معرضٌ استعادي شامل لأعمال الشاعرة والفنّانة التشكيلية اللبنانية الأميركية إيتيل عدنان (1925 - 2021) بعنوان "اللون كلغة". وأصدر المتحفُ دليلاً جامعاً لأعمالها بتوقيع سارة تاس؛ ممثّلة المتحف التي أشرفت مع سيمون فتّال - صديقةِ إيتيل عدنان - على تنظيم المعرض. 

هذه هي المرّة الأُولى التي يَحتفي فيها المتحف الهولندي العريق بفنّان عربي. وقد ضمَّ المعرض أكثرَ من ثمانين عملاً؛ من بينها أربعون لوحة زيتية ومائية، إضافة إلى الرسوم والسجّاد والكتب المطوية على شكل "أكورديون"، والتي يُطلق عليها اسم "لوبيريللو"، كما ضمّ المعرض بعضاً من كتاباتها وأفلامها.

وأنا في قرية أركي البحرية في منطقة بريتاني الفرنسية، خلال تلك الزيارة الأخيرة التي لم أخطّط لها، أعلمَتني إيتيل عدنان أنّ معرضاً لأهمّ أعمالها الفّنية سيُقام في "متحف فان غوغ". قلت لها: أجل، يتهيّأ لي أنّني سمعتُ هذا الخبر في أمستردام. لم تضف شيئاً؛ فنادراً ما كانت تتحدَّث عن مشاريعها بإفاضة.

مثل فان غوغ كانت إيتيل عدنان تعتمد الألوان الكثيفة أساساً للوحة

لم تكن تدري، لحظتها ونحن على الشرفة أمام البحر، أنّه الصيف الأخير، وأنه سيختفي، وإلى الأبد، بحرُ خليج أركي بمدّه وجزره، بأضوائه ورياحه المتقلّبة وعصافير الزقزاق التي تملأ فضاءاته، وأنّها لن تحضر هذا المعرض الذي سعى المتحف لإقامته، بالنظر إلى ما بين فان غوغ وإيتيل عدنان من تناظُرات والتقاءات.

من بين الأعمال المعروضة عشر لوحات زيتية هي محاورة لأعمال فان غوغ التي شكّلت مصدر إلهام لها؛ إذ غالباً ما تتّخذ إيتيل من المناظر الطبيعية نقطةَ انطلاق في فنّها، محاوِلةً نقلَ طاقة الطبيعة إلى اللوحة، تماماً مثل فنسنت فان غوغ المأخوذ بالطبيعة، بيد أنّها تقوم بذلك بطريقتها الخاصة وأسلوبها المختلف المتشكّل من تلك المساحات الملونة. وهي أيضاً، مثل فان غوغ، تعتمد الألوان الكثيفة أساساً للوحة. كانت تقول إنّه حرَّر اللون؛ إذ مع فان غوغ، صار اللون عنصراً أساسياً مستقلّاً في بناء اللوحة.

كتبت سارة تاس تختزل حياة إيتيل عدنان: "عاشت حياةً امتدّت قرابةَ قرن من الزمان... حياة ثرية تنقّلت فيها بين ثقافات ولغات مختلفة انعكست على شعرها ونثرها وتشكيلها، وجعلت منها شخصيةً استثنائية. لقد صنعَت لنفسها اسماً عالمياً، وتكرّست فنّانة وفيلسوفة وكاتبة ورسّامة وناشطة غير تقليدية ومثيرة للاهتمام".

يستمرُّ المعرض حتى الرابع من أيلول/ سبتمبر المقبل، بالتزامُن مع معرض آخر تحتضنه "مؤسّسة هوفمان لاروش" في مدينة آرل الفرنسية.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون