انطلقت، صباح اليوم الأحد، في "متاحف قطر" في الدوحة، أشغال المؤتمر العامّ لـ"المجلس الدولي للمتاحف" (إنتركوم الدوحة 2023). وعلى مدار ثلاثة أيام، يُوفّر المؤتمر، الذي يُعقد كلّ عامَين، منصّة لمتخصّصي المتاحف من جميع أنحاء العالم، لتبادُل خبراتهم واستكشاف التطوّرات الجديدة في هذا المجال.
يأتي مؤتمر هذا العام تحت عنوان "متحف المستقبل: مؤتمر صياغة المهارات والاتجاهات الخاصّة بقادة المتاحف أصحاب الرؤى الخلّاقة"، ويحضر فيه مشاركون من بلدان مختلفة، ومنهم مديرو متاحف وقيّمون ومعلّمون وباحثون ومتخصّصون في الاتصال.
وهذه هي المرّة الأُولى التي تستضيف فيها قطر مؤتمراً لـ"اللجنة الدولية لإدارة المتاحف"، و"هي واحدة من أهمّ المؤسَّسات في العالم التي تهدف إلى مساعدة مديري المتاحف على إرساء المعايير ووضع أفضل الممارسات"، وفق تعبير رئيسة مجلس أمناء "متاحف قطر"، الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، خلال افتتاح المؤتمر.
يسلّط جدول أعمال المؤتمر الضوء على موضوع مختلف كلّ يوم؛ حيث ركّز موضوعُ اليوم على "تحديد سمات القائد: المهارات الأساسية والتوجّهات الفكرية المستقبلية لقادة المتاحف". ومن العروض التي قُدّمت اليوم: "رسوم لأهداف خيرية" من تقديم جون ويتنهال من "متحف جامعة جورج واشنطن" في الولايات المتّحدة الأميركية، وكلمة ألقتها آن ماري جيليس من "جامعة لوفان" في بلجيكا حول المشهد المتحفي الصاعد في قطر.
قالت جورانكا هورجان، رئيس "اللجنة الدولية لإدارة المتاحف" التابعة لـ"للمجلس الدولي للمتاحف" إنّ "أحدث الأبحاث العالمية التي أجراها "إنتركوم كشفت أنّ القيادة والحوكمة الجيّدة للمتاحف هي مسألة معقّدة".
وأضافت أنّ الهدف الرئيسي لـ"اللجنة الدولية لإدارة المتاحف" يتمثّل في استكشاف الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد المتخصّصين في المتاحف في إدارة مؤسّساتهم"، حيث "سيركّز المؤتمر على كيفية تزويد المتاحف بأدوات القيادة الحكيمة والإدارة المفيدة والمصمَّمة لإيصال القيمة التي تقدمّها المتاحف للمجتمع، والتي بدورها ستجعل صانعي القرار والمشرّعين وغيرهم من الجماعات المهتمّة أكثر التزاماً بالمتاحف وتقديراً لتلك القيمة".
ولفتت المتحدّثة إلى الحاجة لدعمٍ أفضل، واستكشاف فرص جديدة للمتاحف لمواجهة التحدّيات الحالية والمستقبلية كالاستدامة، والتحوّل الرقمي، وتغيّر المناخ، وقضايا التمويل، وبيئات العمل الجديدة، والمتطلبات التشغيلية.
ويواصل المؤتمر أشغاله غداً وبعد غدٍ بسلسلة من الخطابات الرئيسية والحلقات النقاشية ورشات العمل المتنوّعة، ومنها: محاضرة "رؤى للمستقبل: تفاعل عابر للثقافات" لديزموند هوي، أستاذ ورئيس قسم الفنون والتصميم في "جامعة هانغ سنغ" في هونغ كونغ.
ويتناول الشرقي دهملي، وهو مدير "متحف اتصالات المغرب" في الرباط ورئيس "المنظّمة العربية للمتاحف" موضوع "تغيير التوجُّه الفكري: تحديد مستقبل مرن وسريع لعمليات إدارة المتاحف". وتعاين ورقة كريستيان نانا تشويسيو، من مكتب "المجلس الدولي للمتاحف" في الكاميرون موضوعاً بعنوان "مديرو المتاحف الأفريقية يواجهون تحدّياً جديداً بعد جائحة كوفيد 19"، وهو الموضوع الذي طرح نفسه بقوّة في متاحف العالم بعد تقييد حركة الناس، وصولاً إلى الإغلاقات التامّة خلال الجائحة.
ومن بين ما يشغل المؤسَّسات الثقافية، ومنها المتاحف، الحضور المتصاعد للذكاء الاصطناعي؛ وهو ما يناقشه ربيع أحمد من "جامعة الفيوم" في مصر، في مداخلة بعنوان "الذكاء الاصطناعي ومستقبل المتاحف: الفرص والمخاطر، ومقترحُ مشروع لبرنامج أكاديمي حول الذكاء الاصطناعي والتراث".