استمع إلى الملخص
- افتتح معرضها الاستعادي "كا أواتيا، فجر جديد" في الشارقة، ويضم أعمالاً تعبر عن رفض السياسات الحكومية تجاه تدريس اللغة الماورية وتاريخ نيوزيلندا.
- لوحاتها الكبيرة والمشبعة بالألوان تعكس تراكم تاريخ شعبها، وتصفها كاراكا بأنها "مناظر طبيعية سياسية" أو "بورتريهات ذاتية متجذرة في المناظر الطبيعية".
يرتبط اسم الفنانة النيوزيلندية إميلي كاراكا (1952) بحركات احتجاج السكان الأصليين في بلادها خلال سبعينيات القرن الماضي، حيث برزت مع مجموعة من فناني الجيل الأول من شعب ماروي (القبائل القديمة قبل قدوم المستعمر البريطاني)، والذين أصبحوا جزءاً من مشهد الفن المعاصر النيوزيلندي والعالمي.
لا تنفصل السياسة عن أعمال الفنانة التي افتتح معرضها الاستعادي في السابع من الشهر الجاري بمدينة الشارقة الإماراتية تحت عنوان "كا أواتيا، فجر جديد"، ويتواصل بتنظيم من "مؤسسة الشارقة للفنون".
تعكس الأعمال المعروضة تأثّر كاركا بالتعبيرية التجريدية التي ظهرت كردّة فعل على الحرب العالمية الثانية في الغرب، وتحديداً بجاكسون بولوك، إلى جانب الفنانيْن النيوزيلنديين رالف هوتير (1931 - 2013) وكولن ماكهن (1919 - 1987) وآخرين، ولا تغيب عن هذه الأعمال أرقام ورموز تشير إلى نضال الشعب الماوري لاستعادة حقوقه الثقافية واللغوية والمدنية.
تضيء نضال الشعب الماوري لاستعادة حقوقه الثقافية واللغوية والمدنية
يُعرض عمل بعنوان "تي أوري أو تي آو" (1995) المستمّد من تسمية لغة الأصلانيين النيوزيلنديين، كما كُتب داخل اللوحة عبارة "هذه الأرض هي أرض الماوري"، وكذلك رُسم ذراعان مفتوحان مع تعبيرات تدل على رفض السياسات الحكومية التي لم تقبل حتى اليوم بإلزامية تدريس اللغة الماورية الأم في المدارس، رغم إقرارها لغة رسمية لنيوزيلندا منذ عام 1978، ولم تعد النظر بعد في تدريس التاريخ النيوزلندي والتأكيد على المذابح المروعة التي ارتكبها البريطانيون منذ دخولهم جزر نيوزيلندا عام 1840.
الفنانة، التي تعلّمت الرسم بنفسها، ترسم لوحة "لا أستطيع التنفس" (2021)، التي توضح صرخات ونداءات أطلقها العديد من الرجال الأميركيين من أصل أفريقي، ومنهم إريك غارنر وجورج فلويد، اللذان قُتلا على أيدي ضباط شرطة، في إشارة إلى التضامن مع الأشخاص المهمشين الآخرين ونضالهم من أجل الكرامة والحقوق.
كاراكا سليلة العديد من قبائل "إيوي" المتواجدة على مناطق مختلفة من نيوزيلندا، كما يلفت بيان المنظّمين الذي يبيّن أن "السياسات الاستعمارية قضيتها الشخصية الحاضرة بقوة في أعمالها، بما يجسد نضالها المتصل بحقوق الماوريين في معاهدة وايتانغي، الوثيقة التأسيسية لنيوزيلندا (آوتياروا)، الموقعة عام 1914".
معظم لوحات الفنانة مشبعة باللون بدلالات تحيل إلى تراكم تاريخ شعبها، والتي تكون عادة كبيرة الحجم لتستوعب العديد من العناصر والرموز، وهي تصفها بأنها "مناظر طبيعية سياسية" أو "بورتريهات ذاتية متجذرة في المناظر الطبيعية".
ويضيف البيان أن المعرض يضيء "أعمالها كفنانة سياسية مؤثرة، تجمع بين رؤيتها الفنية وقيمها العميقة كحاملة للواء المعرفة الثقافية والتاريخ القبلي الثري، كما يعكس قوتها كرسامة، ويجمع بين أعمال مختارة من مقتنيات عامة وخاصة تغطي خمسة عقود من مسيرتها".