إلّا من راغب في البكاء

12 فبراير 2023
محمد شبعة/ المغرب
+ الخط -

كلّ شيء آخر

سمكةٌ تسكن في
برزخ النهرْ
زرقاءُ مثلَ الماءْ
دون اسمٍ
دون وشمةٍ في الوجهْ
حار النهرُ
في أحوالها
حاول مرّةً
ومرّتينْ
أن يقرأ الأحوالَ
في العينينْ
فأسْدلتْ عليهما
الجفنينْ
حاول مرّةً
ومرّتينْ
أنْ يمسكها
فانفلتتْ
ثم توارتْ في الأعماقْ
حاول في الأخيرْ
وكان غاضباً
وكانتْ بينه وبينها
مسافةٌ أقلّ من هواءْ
سألها
بهمسة بيضاءْ:
فغمغمتْ:
أنا المرآةُ لكْ
أنت المرآةُ لي
أنا وأنتَ الماءْ


■ ■ ■


ضحكتان

1

طفل
يرسم فراشةً
في دفترٍ

شاعرٌ
يكتب فراشةً
في قصيدةْ

فراشةٌ
تضحكُ
على الاثنينْ
وتطيرْ

2

ضحكٌ كلّها الحياةُ
فما أعجبُ
إلا من راغبٍ
في البكاءْ

(مع الاعتذار لأبي العلاء)


■ ■ ■


مرثية سرّية

هناك دربٌ
في مدينتي
أنا أمرُّ الآنَ
فيهْ
يقطر الدمعُ
من عينيهْ
ربما حزناً
على رحيل قدمَينِ
كانتا صديقتاهُ
في الصِّبا البعيدْ.


* شاعر من المغرب

نصوص
التحديثات الحية
المساهمون