إلى ميورقة

08 سبتمبر 2023
مشهد من ميورقة في لوحة لـ أنتوني جيلابرت
+ الخط -

لديَّ ولعٌ كبيرٌ بجزيرة ميورقة. أعرفها جيّداً، بما تشتمله مِن مدنٍ أو مناظر طبيعية. أعرفها، فقد زرتها كثيراً، وتنقّلت بين أرجائها من الجهات الأربع، حيث لديَّ أيضاً عددٌ من القرّاء هناك، يعيشون في قرىً يحمل بعضها الاسم العربي إلى اليوم.
 
وعليه، لم يكن الأمر غريباً على الإطلاق أن أحنّ إليها الآن، وأعاني من نوبات حنين (لنقل ليست بتلك الشدّة غالباً)، في مكان سكناي الجديد هذا، حيث أقيمُ منذ شهرين، بحيّ "بيرخم" اليهودي الأصولي، في مدينة أنتويرب.

شتّان ما بين هنا وهناك! هنا تجارة الألماس وصراع المال المهول والمحتدم. وهنالك طيبة الناس في القرى، ومناظر الطبيعة البكر، وكل هذا يذكرك بأجواء رواية "زوربا"، والله.

أحنّ إلى ميورقة، بزرعها وطيورها وناسها، وأكاد أختنق من أنتويرب الكئيبة، مدينة المال والأعمال والأيام الشاقّة على اللاجئ في بلجيكا. لقد لاحظتُ شيئاً منذ مدّة: غالب فلسطينيي وسوريّي وعراقيّي وأكراد وأمازيغ "الكمبات"، بعد أن يحصلوا على ورقٍ، يسكنون أنتويرب، ولا يجدون غايتهم سوى عند مُلّاك البيوت من الخرديم والحسيديم.

هؤلاء يؤجّرونك بيوتاً ليست على المقاس، بأجورٍ مرتفعة، ولا يطلبون منك عقدَ عملٍ، كما يفعل البلاجكة. إنّهم يستغلّون فرصة ندرة البيوت في المدينة، كي يغتنوا... أحنّ إلى ميورقة، ولا تنقصني الأسباب! 


* شاعر فلسطيني مقيم في بلجيكا

موقف
التحديثات الحية
المساهمون