في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين دراسات الجغرافيا السياسية والتاريخ وعلم الاجتماع والنقد الأدبي والأنثروبولوجيا والرواية.
■ ■ ■
"الجغرافيا السياسية لما بعد الحداثة: عصر الإمبراطوريات الجديدة، الخطوط العامّة للجغرافيا السياسية في القرن الحادي والعشرين" عنوان النسخة العربية التي صدرت حديثاً ضمن سلسلة "ترجمان" في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" للباحث الروسي ألكسندر دوغين، بترجمة إبراهيم إستنبولي. يبحث الكتاب في السمات الأساسية للمرحلة الحالية من التاريخ المعاصر؛ حقبة العولمة أحادية القطب، ومحاولة الولايات المتّحدة تعزيز هيمنتها على العالم، ويشرح سعي روسيا والصين لإقامة تحالف أوراسي بوصفه مشروعاً بديلاً للعولمة الأميركية.
عن "منشورات جامعة كولومبيا"، صدر حديثاً كتاب "صناعة العالم في الحرب العظمى الطويلة؛ كيف شكلت النضالات المحلية والاستعمارية الشرق الأوسط الحديث" للباحث جوناثان ويرتزين. يعود المؤلّف إلى الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918) التي فتحت إمكانيات جديدة لكلّ من الفاعلين الأوروبيّين والمحليّين لإعادة تصوُّر مستقبل ما بعد العثمانيّين، وكيف استمرّت الصراعات العنيفة بين الرؤى السياسية المتنافسة في أنحاء المنطقة نحو عقدين من الزمن، وتشكّلت الهويات ورُسمت الحدود على الجغرافيا ممتدّة من إيران شرقاً إلى المغرب غرباً.
"اليابانيون والعرب: الإرادة المستقلّة والمصالح المشتركة" عنوان الكِتاب الصادر حديثاً عن "المؤسّسة العربية للدراسات والنشر" للباحث العراقي نواف طاقة. لمّا كانت النظرة العربية لليابان تتأسّس على كلّ ما هو في تمام الإتقان والإعجاب، فإنّ الكتاب محاولةٌ لاستجلاء غوامض التاريخ الياباني بدءاً من عام 1600 للميلاد، والتوقّف عند أهمّ المحطّات التي صاغت التاريخ الإمبراطوري للأرخبيل وصولاً إلى يومنا هذا. يقع الكِتاب في 200 صفحة، ويستند فيه المؤلّف إلى معرفة أكاديمية، إضافة إلى عمله الدبلوماسي في هذا البلد.
عن "منشورات لاديكوفيرت" الفرنسية، صدر حديثاً كتاب "علم اجتماع المديرين التنفيذيّين لوسائل الإعلام" لأستاذة الإعلام السياسي جولي سيدِل. يقارب الكتاب مجموعة من الأسئلة حول عالم المديرين التنفيذيّين لوسائل الإعلام في فرنسا اليوم، إذ رغم حضور هذه الفئة القوي في مركز القرار، ما زالت غائبة عن اهتمام الدراسات الأكاديمية، كما يحاول الإجابة عن طبيعة العلاقة بين المديرين التنفيذيّين والمساهمين المالكين لوسائل الإعلام، وأعضاء هيئة التحرير، في محاولة لفهم هذه المهنة الواقعة على مفترق طرق السلطة والصحافة.
بتوقيع سعيد يقطين، صدر حديثاً كتاب "اللغة، الثقافة، المعرفة: إشكالات ورهانات" عن دار "خطوط وظلال". يبحث الناقد المغربي (1955)، في فصول كتابه الستّة، التقاطعات المشتركة ما بين الثقافة والعلم والمعرفة، كما يُحاجج صاحب "من النصّ إلى النصّ المُترابط" (2005)، على ضوء ما سبق، في الإشكاليات التي تُعرقل مسيرة تطوُّر المجتمعات العربية، متوقّفاً عند أسئلة ذات صلة بالثقافة العامّة ووضعية المثقّف والبُنى الأكاديمية في عصر طغيان الهيمنة والعولمة، في محاولة لتأسيس عتبة من أجل نقاش جادّ حول المواضيع السابقة.
"الموت وصناعة الرمزي: طقوسٌ ومخيال اجتماعي" عنوان كتاب للباحثة والأكاديمية الجزائرية مباركة بلحسن صدر حديثاً عن "منشورات الوطن اليوم". في هذا العمل تُواصل بلحسن اشتغالها الأنثروبولوجي على المجتمع الحسّاني جنوب الجزائر، والذي بدأته بكتابها "المرأة الحسّانية وثقافة الجسد: مقاربة أنثروبولوجية للجنسانية" (2019). بالاستناد إلى عدد من المراجع المكتوبة والدراسات الميدانية التي أجرتها الباحثة في مناطق مختلفة من الجنوب الجزائري، يتناول العملُ الجديد موضوع الموت وما يكتنفه من رموز ومفاهيم وطقوس شهدت تحوُّلات على مرّ الزمن.
صدر حديثاً، عن "مؤسّسة آفاق للدراسات والنشر" كتاب "سوسيولوجيا إميل دوركهايم" للأكاديميَّين المغربيَّين عبد الله القرطبي وحسن ضياء. يقدّم العمل إضاءة على مباحث عالم الاجتماع الفرنسي (1858 - 1917) ، والتي تميّزت بالقطع مع التفكير الميتافيزيقي وقدرتها على إحداث تطوُّر تراكمي للمعارف العلمية التي تستند إلى التقليد الوضعي، إذ تركّز على نموذج العلوم في دراستها للظواهر الاجتماعية. يقترح الكتاب قراءةً جدلية تربط بين الإطار السوسيو- تاريخي لسوسيولوجيا دوركهايم والأسس الإبستمولوجية والنظرية والمفاهيمية التي تستند إليها.
صدرت حديثاً، عن "دار ألكا للنشر" النسخة العربية من رواية "بالأسود والأبيض" لـ جونشيرو تانزاكي، بترجمة دانة الشمالي. يُعدّ الكتاب من أبرز روايات الكاتب الياباني (1886 - 1965) الذي اهتمّ في أعماله بالتغيّرات السريعة في قيم الأسرة والمجتمع في اليابان خلال العصر الحديث، حيث تتناول الرواية حياة كاتب قصص جريمة في إحدى الصحف، يسعى لكتابة قصّة تهدف إلى إظهار جريمة قتل مثالية، ويكون القاتل كاتباً، لكنّه في خلفية الأحداث يُقدّم صورة عن واقع بلاده؛ مع تعاظَم الاستبداد والتعذيب الممنهج في عشرينيات القرن الماضي.