إصدارات.. نظرة أولى

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دُور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية، ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المُترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أُولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتضمّن مؤلفات في التاريخ والدراسات الاجتماعية، كما تشمل السيرة والترجمة الشعرية.

■ ■ ■

يحاول الكاتب الإسباني مانويل فيلاس في كتابه "أميركا"، الصادر عن دار "ديباتي" أن يقرأ المجتمع الأميركي في رحلة حلم وحالة هياج لا تنتهي. عبر تأمّلات ومقالات يُطلعنا الكاتب على عنف مجتمع مستقطب، وعلى قصة الاتساع الهائل للأُمّة، وعلى أزمة ثقافية وسياسية تعيشها البلاد مع وصول شخصية مثل دونالد ترامب إلى سُدّة الحُكم، وتُمارس الضغط على الديمقراطية. من التمثيل الفضائي الأسطوري إلى هلوسات مُدن لا يذهب إليها أحد، مروراً بالطُّرق السريعة، والغابات، والحانات، والمتاجر، يكتب فيلاس البلاد التي عاش فيها بين الأدب والخيال.

"هي دي الحياة.. كما حكى خيري بشارة" عنوان كتاب للصحافية شيماء سليم، صدر عن "دار الشروق". يجمع العملُ حوارات أجرتها الكاتبة مع المُخرج المصري خيري بشارة على مدار أربع سنوات، وتحدّث فيها عن حياته الشخصية وتجربته المهنية؛ كيف غيّرت رحلتُه إلى بولندا من حياته ليعود بتجربة سينمائية إلى مصر أواخر الستّينيات، وكيف أحدثت رغبتُه في التجريب واختياراته المغايرة للمُمثّلين صدمةً لدى المنتجين، وكيف وازن أفلاماً بين الجانبَين التجاري والفنّي في أفلام "البطل الشعبي"، إضافةً إلى حديثه عن زوجته ورفيقة رحلته، وقصّة اكتشافه المرض وتجاوُزه.

"لا أَحَدَ يَعْرِفُكَ غداً - مختارات شعرية 2014-2024" عنوان كتاب صدر عن "منشورات جامعة ييل" الأميركية، للزميل الشاعر الفلسطيني نجوان درويش، بترجمة وتقديم كريم جيمس أبو زيد. يقدّم المجلّد الذي يقع في 248 صفحة مختارات من خمسة دواوين نشرت بين 2014-2024 إلى جانب قصائد تنشر للمرّة الأولى. الكتاب هو العمل الثالث  لدرويش الذي ينقله أبو زيد إلى الإنكليزية بعد "استيقظنا مرّة في الجنة" (2014) و"تَعِبَ المعلَّقون" (2021). نقرأ في بيان الناشر: "في شعر غنائي حر يقدّم درويش شهادته على الصدمات الوحشية والخاصة للحرب، والآلام المرهقة للاستيقاظ كلّ صباح في أرض محتلة... وعلى الرغم من تجذُّر شِعره في جغرافية فلسطين، فإنه يستكشف أيضاً الإرث الحضاري الغنيّ للعالم العربي".

عن "مركز دراسات الوحدة العربية"، صدر كتاب "الإحصاء والسياسة: بين قوّة الأدلّة وسطوة السُّلطة" للباحث ماجد عثمان. استناداً إلى تجارب من قرابة عشرين بلداً بين متقدّم ونامٍ، يُحلّل العمل التفاعُل بين الإحصاء والسياسة، والتي تصل إلى حدّ الاحتدام بين قوّة أدلّة العمل الإحصائي المعتمد على منهجيات منضبطة وبين سطوة السُّلطة السياسية، متطرّقاً إلى مواضيع الإحصاء والحُكم الرشيد، وحوكمة النظام الإحصائي، والعلاقة بين حوكمة العمل الإحصائي واستقلاليته، والمبادئ الأخلاقية والقانونية التي تحكم العلاقة بين الإحصاء والسياسة.

لطالما اعتبرت الآثار الرومانية مادة لقراءة التاريخ والحضارة والفنون، كما استرعت منذ عصر النهضة اهتمام الفنانين والمعماريين وعلماء الطبوغرافيا والآثار، وتالياً تحوّلت إلى قيمة طللية جذابة للزوّار والسيّاح كما هي عليه اليوم، ومن هنا بدأت الأوامر والتشريعات الرامية إلى الحفاظ عليها تصدروتقونن. في كتابه "أطلال روما: تاريخ ثقافي"، الصادر عن "منشورات جامعة كامبردج" يقف المؤرّخ والمحاضر في "كلية لندن الملكية" رولاند ماير على عوامل البيئة الحضرية التي تتمتّع بها روما، والتفاعل الإنساني والإلهام الفني الذي ما تزال تبدعه أوابدها. 

بترجمة دلال إسحق، صدر عن "دار التنوير" كتاب "التستوستيرون" لـ ريبيكا م. جوردان- يونغ وكاترينا كاركازيس. يبحث العمل في مفهوم التستوستيرون، أو هرمون الذكورة، والذي يُنظَر إليه بوصفه المذنِب في كلّ شيء؛ بدءاً من انهيارات أسواق المال وحتى العدد المفرط للرجال في السجون. لكنّ المؤلّفتين تقولان إنّه ليس الجوهر البيولوجي للرجولة، بل إنّه ليس حتى هرموناً جنسيا ذكرياً. وفي محاولةٍ لتقديم معرفةٍ حول هذا الهرمون وتحرير من المفاهيم الخاطئة، تركّزان على ما يفعله في ستّة مجالات: الإنجاب، والعدوانية، والمجازفة، والسلطة، والرياضة، والأبوّة.

عن "المرايا" صدرت للكاتبة المصرية وسام سليمان سيرة روائية بعنوان "بليغ حمدي: المزيكاتي". ليس الكتاب سيرة مُتخيّلة، ولا سيرة تسجيلية، بل سيرة روائية لموسيقي كبير (1932 - 1993)، كان يجب أن يقول عن نفسه، وباللهجة المصرية: مزيكاتي. حياته تشبه موسيقاه، دراما تشدّنا إلى عالمه المليء بالألوان. تعتمد الرواية على شخصيات وأحداث حقيقية، فلم تحاول الكاتبة أن تُزيّف أيّاً من تفاصيلها واختارت شكلاً بين الواضح الوثائقي والمدفون المتواري لكي ترسم العالم الداخلي لبليغ حمدي، مستحضرة شخصيته، وزمنه، وتسائل روحه: من أنت؟

عُرف عن أفلاطون انبهاره بالتجريدات المحضة، وعن أرسطو اهتمامه بالملموس. ولو كانا من رجال ‏العلم فقط، لكان الأول رياضيّاً والثاني بيولوجياً. والفرق بينهما جسيم. فمن جهة، هناك الحالم، والمُنظِّر، ‏والطوباويّ المتأمّل، ومن جهة أُخرى لدينا عالم ذو طموح موسوعيّ، ومراقب عمليّ ميدانيّ. يعود كتاب "التباين بين أفلاطون وأرسطو" لمؤلفيه لوك براباندير وآن ميكولاتشاك، الصادر "عن "دار نينوى" بترجمة قاسم المقداد، إلى عملاقي الفكر الأوّلين: أفلاطون وأرسطو، لأنهما وضعا معاً رقعة شطرنج يلعب ‏فوقها كلّ من يريد تكوين أية محاكمة عقلية.

بعد أن أحيت ثورات الربيع العربي آمالاً في الحرية والعدالة، وجد جيلُ الشباب العربي نفسَه محاصراً وسط أزمات اقتصادية وسياسية وبيئية متشابكة وغير مسبوقة. فكيف يواجه الشباب هذه الأزمات؟ وكيف تؤثّر سياسات الإفقار في خططهم وطموحاتهم؟ في كتاب "الجيل المحروم: الشباب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" الصادر عن "دار الساقي" بترجمة شيماء مرزوق، يحاول دافيد كرويز ويورغ غرتل وفريدريكا ستوليس تقديم دراسة تفصيلية تتناول ديناميكيات الحرمان التي تهيمن على حياة الشباب استناداً إلى مقابلات مع 12 ألف شاب وشابة من 12 دولة عربية.

كتب

التحديثات الحية

إصدارات.. نظرة أولى