في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دُور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية، ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات السياسية والفلسفية والفكرية والفنية والترجمات الأدبية.
■ ■ ■
بتحرير مهنّد مصطفى، صدر عن "مدى الكرمل" كتاب "العلاقات بين الفلسطينيّين في فلسطين التاريخية"، الذي يضمّ الأوراق التي قُدّمت في المؤتمر السنوي الذي عقدته المؤسَّسة هذا العام. تطرح الأوراق مقاربات اقتصادية واجتماعية وسياسية لمنظومة العلاقات بين الفلسطينيّين على طرفَي "الخطّ الأخضر"، تبدأ بتمهيد عن علاقة الفلسطينيّين في "إسرائيل" مع المشروع الوطني الفلسطيني، ثمّ تفحص مواقفهم تجاه منظومة العلاقات مع الفلسطينيّين في الأراضي المحتلّة عام 1967، ثمّ ترصد مواقفهم من مكانتهم القوميّة والمدنيّة داخل "إسرائيل".
في كتاب "النظرة النُّظمية للحياة"، الصادر عن دار "نينوى" بترجمة مأمون الزائدي، يقترح الباحثان، الإيطالي بيير لويجي لويزي والنمساوي فريتجوف كابرا، نظرةً جديدة إلى الحياة، تقتضي نوعاً من التفكير المختلف في العلاقات والأنماط والسياقات؛ وهو ما يعُرَف باسم "التفكير النُظمي" أو "التفكير المنظومي". يُقدّم الكاتبان نصّاً متعدّد التخصّصات ضمن رؤية منهجية موحَّدة تشمل الأبعاد البيولوجية والمعرفية والاجتماعية والبيئية للحياة، وتدمجها؛ مُناقِشَين التداعيات الفلسفية والروحية والسياسية لرؤيتنا الموحَّدة للحياة.
"الكُتّاب والمبشّرون: مقالات عن الخيال الراديكالي"، عنوان كتاب للباحث آدم شاتز صدر عن "منشورات فيرسو"، وفيه يطرح المؤلّف تساؤلات؛ مثل: هل لدى الكتّاب واجبٌ أخلاقي للتشكيك في الظلم؟ وكيف يمكن للمرء أن يظلّ مفكّراً نزيهاً عندما يتورّط في السياسة؟ وماذا يعني أن تكون كاتباً ملتزماً في عصر الأزمات؟ يستعرض شاتز نموذجَي جان بول سارتر في كتاباته ومواقفه حول الثورة الجزائرية، وإدوارد سعيد في انحيازاته إلى الحقّ الفلسطيني، إلى جانب أسماء أُخرى سعت للتوفيق بين فكرها والتزاماتها؛ مثل رولان بارت، وجاك دريدا.
عن "المركز القومي للترجمة"، صدر كتاب "الاقتصاد الثقافي العالمي" للباحثَين كريستيان دي بوكيلايروكيم ومارس سبينس، بترجمة نيفين حلمي عبد الرؤوف. يناقش الكتاب، بالبحث والنقد، الدَّور الذي تضطلع به الصناعات الثقافية في مجتمعات تنتمي إلى أربع قارات، جمَع حولها المؤلّفان ملاحظاتهما عن الاقتصاد الثقافي بوصفه نظاماً لإنتاج السلع والخدمات الثقافية وتوزيعها واستهلاكها، إلى جانب السياقات السياسية والاجتماعية التي يؤدّي وظيفته فيها، كما يشيران إلى توترات متعلّقة بمواضيع مثل حقّ الملكية، والتنوّع، والاستدامة.
بترجمة رزاق تحسين عزيز، صدرت عن "دار الرافدين" رواية "كأس الدنيا: العام التاسع عشر من القرن العشرين" للكاتب الروسي ميخائيلوفيتش بريشفين (1873 - 1954). بسبب الرقابة، لم تُنشَر هذه الرواية القصيرة خلال حياة صاحبها الذي يُلقَّب بـ"مُنشِد الطبيعة"، ولكنّها حين نُشرت بعد رحيله، أثارت اهتماماً نقدياً بارزاً. في هذا العمل، مثلما يكتب المُترجِم، "يتجلّى الألم والمعاناة" و"يكشف لنا بريشفين بمهارة عن أصناف البشر المختلفين على نحو مهذَّب، وكأنه عالِم نفس حقيقي، من خلال طرح جوهر الصور المختلفة للطبيعة البشرية".
عن منشورات "بروميير باراليل"، صدر كتاب "الإقامة في مكان ما على هذه الأرض: كيف يمكننا الحديث عن الأماكن التي نحبّها" للأكاديمية الفرنسية جويل زاسك. تناقش المؤلّفة، بعُدّة فلسفية، أهمّية الانتماء المكاني في تكوين الذات والجماعات، وهي تجد نفسها في خضمّ "معركة" فكرية مع تيارَين: تيار محافظ أو متطرّف يريد إغلاق المكان الخاصّ به على الآخر، ضمن رؤية إلى الهوية تريدها منغلقة على نفسها؛ وتيار يُنظّر لمقولة أن الإنسان الحقّ ينتمي إلى كلّ جهات الأرض، ولا يُعَرَّف انطلاقاً من مكان واحد أو ثقافة واحدة.
بترجمة يوسف أشلحي، صدر عن "منشورات المتوسّط" كتاب "الفلسفة المتعالية" للفيلسوف الألماني فريدريش شليغل (1772 - 1829). يأخذ العملُ، الذي يتضمّن دروساً ألقاها شليغل في "جامعة يينّا" بين 1800 و1801، مكانةً أساسية في أعماله الفلسفية؛ حيث يستعرض فيه زبدة تصوُّره الفلسفي وملامح نَسَقه الفلسفي. يُفصِح شليغل في هذا الكتاب، الذي ألّفه في عصر شهد تسابقاً نحو تشييد أنساق فلسفية، بأنّه مُقبل على بناء نسق فلسفي يُجاري به كبريات الأنساق الفلسفية التي سبقته بقليل مثل فيشته، أو تزامنت معه مثل شلينغ، أو أتت بعده مباشرةً مثل هيغل.
منذ بداية التاريخ، كان القياس مرافقاً للتجربة الإنسانية، الأمر الذي أسّس لفهمنا للطبيعة والعلاقات الشخصية وما هو خارج نطاق الطبيعة. نقيس العالم لمعرفة الماضي، وفهم الحاضر، والتخطيط للمستقبل. يستكشف الفيزيائي بييرو مارتن في كتابه "مقاييس العالم السبعة"، الصادر عن "منشورات جامعة ييل" الأميركية، كيف تُبنى المعرفة العلمية حول سبع ركائز أساسية للقياس: المتر لقياس الطول، والغْرام لقياس الكتلة، والثانية لقياس الزمن، والأمبير للكهرباء، والكلفن لشدّة التيار الكهربائي، والشمعة للضوء، والمول لكمّية المادّة.
"الفلسفة والعيش المشترَك"، عنوان كتاب جماعيّ صدر عن منشورات "الجامعة المستنصرية" في بغداد، وفيه نصوص لباحثات وباحثين شاركوا في مؤتمر فلسفي عقدته كلّية الآداب في الجامعة خلال أيّار/ مايو من العام الماضي تحت العنوان نفسه. تشمل الدراسات، التي يضمّها الكتاب، مواضيع متنوّعة، تغطّي مسائل مثل: "التسامح الديني" كما في ورقة زياد عباس الكبيسي، و"مفهوم المؤاخاة في الصوفية" في ورقة نضال ذاكرة، و"التعايش على أساس بيئيّ" في ورقة سالي محسن لطيف، و"وهم نقاء الهوية" في ورقة ماجدة هاتو.
عن "جمعية المترجمِين العراقيّين" ودار "عدنان للنشر"، صدرت رواية "تسكُّعاً في باريس ولندن" للكاتب البريطاني جورج أورويل (1903 - 1950)، بترجمة سعد الحسيني. يُعدّ العمل، الذي صدر بالإنكليزية عام 1933، بمثابة صرخة احتجاج ضدّ التمثّل بالحضارة الغربية وما اقترفته بحقّ الآخر، وفيه يقدّم صاحب "مزرعة الحيوان" (1945)، مساءلةً سردية لجملة التناقضات الأخلاقية والسياسية في المجتمعات الغربية، مختاراً في سبيل تأييد فكرته النقدية واقع الطبقات الفقيرة في أهمّ مدينتين أوروبيّتين.
نسبة واحد بالمئة فقط ممّا يفعله الدماغ تُسجَّل وتُوثَّق في منطقة الوعي؛ فالكثير ممّا نفعله ونفكّر فيه يختفي ولا يبقى منه أيّ أثر في وعينا. وبما أنّ الأفكار لا تحدِّد سلوكنا فحسب، بل تؤثّر أيضاً على الجسم، فإنّ الباحث غوستاف دوبوس يقترح في كتابه الجديد "أنا أشعر، إذاً أنا موجود"، الصادر عن "دار ديانا" الإسبانية، طريقة تسمح لنا ببرمجة أفكارنا وتساعدنا على إدارة المشاعر بوعي، للتأثير بشكل إيجابي على صحّتنا. يقوم برنامج غوستاف على ثلاث ركائز أساسية؛ هي: النظام الغذائي، والتمارين الرياضية، والعناية العاطفية.