في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الشعر والسرد والسيرة الذاتية والرواية والتحليل النفسي والنقد الادبي والتاريخ السياسي.
■ ■ ■
"الأملُ عنوةً" عنوان كتاب للشاعر المغربي عبد اللطيف اللَّعبي، صدرت نسخته العربية عن "دار الرافدين" بترجمة محمّد خماسي. العمل مجموعةٌ شعرية صدرت في الأصل بالفرنسية عام 2018، وفيها يخوض، كما يقول ناشره الفرنسي ("لو كاستور أسترال") بشعره معركةً جديدة ضدّ "عهد البربرية" الذي لم يتوقّف عن مُناهضته منذ ديوانه الأول الذي أصدره في منتصف الستينيات وحمل عنوان "عهد البربرية". الترجمة الجديدة تأتي ضمن مجموعة من الكتب تصدرها "دار الرافدين" للَّعبي، من بينها: "الشعر لا يُهزَم"، و"لا شيء تقريباً"، ورواية "الهروب إلى سمرقند".
"اللجوء والمقاومة.. الفلسطينيون ونظام اللاجئين الدولي" عنوان الكتاب الذي صدر عن "منشورات جامعة كولومبيا" للباحثة آن إيرفان. تتتبّع المؤلّفة سياسة "الأونروا" مع المجتمعات الفلسطينية، لا سيما في مخيّمات اللاجئين، حيث كانت تعمل كـ "دولة بديلة"، موضّحة كيف استند اللاجئون الفلسطينيون إلى الأعراف الدولية للمطالبة بحقوقهم السياسية، بينما كانوا في الوقت نفسه يقاومون تصنيف "الأمم المتّحدة" لمحنتهم على أنّها قضية إنسانية غير سياسية، كما تدرس تاريخ المقاومة الفلسطينية وتطوّرها في سياق ارتباطها باللجوء خلال العقود الماضية.
عن "دار فضاءات"، صدر كتاب "من أرشيف محمد زفزاف" للباحثَين جميلة حمداوي وسعيد الزياني، بإشراف ومراجعة وتقديم محمد الداهي. يجمع العمل عدداً من نصوص الكاتب المغربي الراحل (1945 - 2001) التي ظلّت مرقونةً أو مبثوثةً بين صحف ومجلّات ولم تُنشَر من قبلُ في كتاب، وهي تتوزّع ضمن خمسة أقسام؛ ضمّ أوّلُها مقالات نشرها في عدد من الجرائد المغربية، وخصوصاً جريدة "العَلم"، وضمّ ثانيها ستّ عشرة قصّة قصيرة، بينما خُصّص القسم الثالث للمسرحيات، والرابع للترجمات، والخامس للرسائل التي تبادلها مع أشخاص من المغرب وخارجه.
للطبيب والمحلّل النفسي الفرنسي جيلبر دياتكين، صدر عن "منشورات فاريو" في باريس كتابٌ بعنوان "الأنا الأعلى الثقافي: عودة إلى ينابيع العنف الجماعي". بالاستناد إلى تجربته العيادية وإلى عتاد نظري وتحليلي، ينتقد المؤلّف أمرين يعتقد أنّهما أساسُ كلّ عنف وتدمير جماعي: تمجيد النرجسية والتماهي تماماً مع مُثُل ثقافية أو حضارية لا رابط بينها وبين الواقع الذي يعيشه مَن يتمثّلون بها. وهو يضيف إلى ذلك ما يسمّيه "نرجسية الاختلاف الصغيرة" التي يبني عليها بعض الأشخاص، وحتى بعض المجتمعات، سرديات للفخر والتعالي على الآخرين.
"حوارات في الدين والأديان مع عز الدين عناية"، عنوان كتاب صدر عن "مجمع الأطرش"، ويجمع حوارات أُجريت مع الباحث والمُترجم التونسي ونُشرت في صحف ومجلّات ومواقع إلكترونية بين 2008 و2007، وتناول فيها قضايا تتعلّق بالدين، والإنسان، والاجتماع، والذات والآخر، والشرق والغرب، ضمن "منهج علمي في قراءة الظواهر الدينية، ذات الصلة بالواقع العربي أو الفضاء العالمي". من مؤلّفات عناية: "نحن والمسيحية في العالم العربي وفي العالم" (2010)، و"الدين في الغرب" (2017)، و"العقل الإسلامي: عوائق التحرّر وتحدّيات الانبعاث" (2011).
صدر عن "مؤسّسة أبجد للترجمة والنشر" كتاب "الحقيقة والوهم في تجييل الشعر العراقي" للباحثة نادية هناوي. تسعى المؤلّفة إلى دحض فكرة الأجيال القائمة على تصنيف التجارب الشعرية العراقية وفق انتمائها إلى تسلسل زمني يعتمد وحدة العقد (عشر سنوات)، مبيّنة أنّ هذه الظاهرة أتت نتيجة صدمة حركة الشعر الحر التي أدّت إلى استقطابات بين الشعراء والنقّاد بُني كثير من تنظيراتها على تناقضات، وتستند هناوي في ذلك إلى تفريقها بين العمر الزمني والعمر الإبداعي، وفئوية التنظير وتحديده بكتابة بيان أو شهادة، وكذلك غموض مقولات الحداثة.
تصدر قصائد الشاعرة والروائية الإسبانية إلفيرا ساستري (1992) في ديوانها "ما لم يكتبه الشعر حتى الآن"، الصادر عن دار نشر "بيسور"، عن رؤية شعرية طموحة مفادها أنّ الحياة صوتٌ يجب أن نتماهى معه بوعي وبرغبة في الاستماع إلى الثلج والبحر. تحاول الشاعرة في كلّ قصيدة أن تصل إلى رئة الأشياء الثانية، إلى نسغها، تماماً كما كان يفعل سيزار باييخو. تقول في إحدى قصائد المجموعة: "أريد أن أفعل معك كلّ ما عجز الشعر عن كتابته حتى الآن، لكن كلّ من رآك قال إن الذين يبشّرون بنهاية العالم يكذبون: لم تكن نهاية العالم آتية، كنت أنتَ".
عن "مؤسسة الدراسات الفلسطينية"، صدر كتاب "غزّاوي: سردية الشقاء والأمل" للسياسي الفلسطيني جمال زقوت. يحتوي الكتاب مذكّرات لاجئ وسياسي من جيل النكبة في مخيّمات غزّة والشتات تجمع بين التجربة الشخصية والمشهد العام، في إضاءة على تحوّلات المجتمع الغزّاوي في مراحل مفصلية؛ أبرزها: الحياة اليومية في مخيّم الشاطئ في الخمسينيات بعد النزوح، والحكم العسكري المصري في غزّة خلال الحقبة الناصرية، وبداية الاحتلال الإسرائيلي ويوميات المقاومة منذ الانتفاضة الأُولى سنة 1987، كما تضيء المذكّرات على جوانب من حياة المؤلّف الشخصية.
"ما قاله الرعد" للكاتب الإسباني فيرناندو دياز سان ميغيل (1974)، رواية مثيرة واستفزازية تتعمق في حياة تي. إليوت وتحيي الذكرى المئوية لنشر عمله "الأرض الخراب". صدرت الرواية عن دار "باسو روتو" المكسيكية، ويعود الروائي الإسباني فيها لتقصي الأماكن التي تواجد فيها إليوت، حيث يعيشها ويفكر فيما يمكن أن يكون قد فعله الشاعر الأميركي فيها قبل قرن من الزمان. هكذا، يتتبّع الإسباني خطى الشاعر ويعيد كتابة سيرته الذاتية في إطار اقتراح سردي يعتمد على السجلات الأكثر تنوعاً. إنّها رواية لاكتشاف شخصية الشاعر الاستثنائي إليوت.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
