إستر ماهلانغو.. جدارية أفريقية تختزل سيرة شخصية

27 ابريل 2023
من المعرض
+ الخط -

بدأت الفنانة الجنوب أفريقية إستر ماهلانغو (1935) بالرسم والتلوين على الجدران في العاشرة من عمرها، حيث رسمت رموز وأساطير شعب نديبيلي (أحد مكوّنات السكّان الأصليين) الذي تمّ تهميش فنونه ولغته خلال نظام التمييز العنصري الذي استمر حتى عام 1990.

تراث شعبها شكّل أساس تجربتها الفنّية، حيث تُظهر أعمالها مزيجاً من الأشكال الهندسية والألوان المتنوّعة المرسومة بريش دجاج، والمستمَدّة مباشرةً من الحِرَف اليدوية التقليدية المتوارثة والزخارف والنقوش التي ترسمها نساء نديبيلي منذ مئات السنوات على جدران منازلهن، للتعبير عن الاعتزاز بأسلافهنّ والاحتفال بالطقوس والمناسبات الاجتماعية.

حتى العشرين من الشهر المقبل، يتواصل في "غاليري ألمين ريتش" بلندن معرض "إستر ماهلانغو.. حيث يلتقي نهران"، الذي افتُتح عند الثامنة من مساء الخميس الماضي، ويضمّ أعمالاً مختارة من تجربتها التي تمتّد لحوالي خمسين عاماً.

من المعرض
من المعرض

ظلّت الفنانة مخلصة لتقاليد شعب نديبيلي، ولطالما عبّرت عن مخاوفها من فقد الأجيال الشابّة لإحساسها بجذورها، لذلك افتتحت مدرسة ابتدائية لتعليم الفنون للطالبات، من أجل الحفاظ على هذا الأسلوب في الرسم، مع محاولاتها الجادّة لتجديده وابتكار زخارف وموتيفات جديدة.

لم تتنازل ماهلانغو عن استخدام الأدوات ذاتها التي كانت تُستخدم في الرسم سابقاً، وكذلك التصوّرات والثيمات الأساسية لفنون أجدادها، دون استخدامها لمخلّفات البقر التي كانت تُستخدم كمادة أساسية في صنع الألوان، حيث باتت تَستخدم الأكريلك الذي أتاح لها خيارات أكثر في التلوين، وفقاً لتصريحاتها الصحافية.

و تستذكر كيف كانت ترسم خطوطاً منحرفة وليست مستقيمة تدّل على الإخلاص للأُسرة، فتنال بسببها توبيخَ نساء قبيلتها اللواتي أدركن لاحقاً أن ما تقدّمه يحتفظ بروح ثقافة نديبيلي رغم عدم تقيُّدها بالمعايير الصارمة للرسم، حيث تتكرّر الأنماط والألوان المرسومة، سواء على جدران المنازل أو تلك التي تصمم بها الملابس التقليدية المصنوعة من الخزر.

كما تبرز في أعمالها أشكال المستطيل والمثلّث والمعيَّن التي تشير إلى احداث مهمّة مثل الولادة أو الوفاة أو الزفاف، ولها أيضاً استخدامات متعدّدة في الحياة اليومية، حيث الفن يعبّر عن حياة الإنسان التي تختزلها مقولة ماهلانغو بأنه حين يتزوج المرء فإنه يرسم منزله الأول.

في مرحلة متقدّمة، أعادت الفنانة إنتاج رسوماتها على موادّ ووسائط مختلفة، منها القماش، والسيراميك، والأحذية الرياضية، والدرّاجات النارية، وألواح التزلّج، والسيّارات وغيرها، منذ التسعينيات، حيث نالت شهرة واسعة، خاصّةً في أوروبا والولايات المتحدة.

الأرشيف
التحديثات الحية
المساهمون