أوغسطينوس.. عودة إلى تاغست الجزائرية

30 سبتمبر 2022
أوغسطينوس في رسم لـ فيليب دي شامبين، القرن 17
+ الخط -

في كتابه "أوغسطينوس" (2011)، يرى أستاذ علم اللاهوت في "جامعة كامبريدج" البريطانية، هنري تشادويك، بأنّ الكاتب والفيلسوف النوميدي اللاتيني (354 - 430م) "مارَس، من خلال كتاباته التي يتجاوز ما تبقّى منها ما وضعه أيُّ مؤلِّف قديم آخر، أثراً واسعاً لا على معاصريه وحسب، بل وخلال السنوات اللاحقة أيضاً، على الغرب برمّته".

كتب أوغسطينوس في الفلسفة واللاهوت والبلاغة، وهو - بتعبير تشادويك في كتابه الصادرة ترجمتُه العربية عام 2016 بتوقيع أحمد محمد الروبي - "أوّل رجُل حديث"؛ بمعنى أنّ "القارئ يشعر معه أنّ الكاتب يُخاطبه على مستوىً من العمق النفساني غير مسبوق، ويجد أمامه نظاماً متناسقاً مِن الفكر".

تُمثّل هذه الشخصية المركزيةُ في الديانة المسيحية وتاريخ الفكر الغربي محورَ أشغال ملتقىً دولي بعنوان "القدّيس أوغسطينوس مِن تاغست إلى العالمية"، يُقام في مدينة سوق أهراس، شرقَي الجزائر، غداً وبعد غدٍ، بتنظيم من فرع "مؤسَّسة كونراد أديناور" الألمانية في الجزائر بالتعاوُن مع "كلّية العلوم الاجتماعية والإنسانية" في "جامعة محمد الشريف مساعدية" بسوق أهراس.

وتاغست التي ترِد في عنوان الملتقى مدينةٌ تقع في ولاية سوق أهراس حالياً، وهي مسقط رأس أوغسطينوس وشخصيات تاريخية بارزة أُخرى؛ مثل لوكيوس أبوليوس؛ مؤلّف "الحمار الذهبي" التي يرى بعضُهم أنّها أوّل رواية في التاريخ، وشهاب الدين التيفاشي، وطارق بن زياد.

يهدف الملتقى، بحسب المنظّمين، إلى "التعريف بأعمال هذه الشخصية من الناحية الفكرية والفلسفية ومدى تأثيرها على الفكر العالمي"، ويشارك فيه باحثون من الجزائر والنمسا وألمانيا وفرنسا يناقشون عدّة محاور؛ من بينها: "مسار وأعمال القدّيس أوغسطينوس"، و"تطوُّر المعرفة في شرق نوميديا القديمة"، و"التاريخ العلمي والثقافي للشرق الجزائري، وخصوصاً تاغست وبونة وتطوّرهما: العلاقات الاقتصادية والتجارية بين شمال أفريقيا وروما"، و"تطوُّر فكر أوغسطينوس نحو حوار بين الثقافات: النعمة والإرادة تمهيداً لمفهومي العيش المشترك والمواطنة".

ومن المداخلات التي تُقدَّم خلال الملتقى: "مدخل ومفاهيم" لِويزة قلاز، و"الفلسفة والتاريخ عند أوغسطينوس" لعبد الكريم خيزاوي، و"السلم والتسامح في فكر أوغسطينوس" لياسين خذايرية، و"سوق أهراس المدينة العريقة" لـ لورن بوشي.

المساهمون