عن "منشورات جامعة ستانفورد" في كاليفورنيا، بالولايات المتحدة، صدر حديثاً كتاب "وسيلة إعلام الجماهير: ثقافة الشريط المسجّل في مصر الحديثة"، للباحث الأميركي المختصّ بتاريخ وسائل الإعلام والثقافة الشعبية، أندرو سايمون.
انطلاقاً من الحضور الكبير للشريط المسجّل، أو الكاسيت، في مصر السبعينيات والثمانينيات، ووجودها في كلّ بيتٍ تقريباً، يسعى المؤلّف إلى تقديم صورة جانبية للمجتمع المصري في تلك المرحلة، عبر دراسة عدد واسع من الأشرطة المسجّلة.
يعتمد سايمون بشكلٍ شبه كامل على إنتاجات شعبية أو خاصّة، من دون اللجوء إلى الأرشيفات الرسمية، حيث يعتبر أن الكاسيت لم يكن من الوسائل الإعلامية التي كانت تُوجّه إلى الجمهور بشكل شاقولي، وبإدارة السلطة، مثل الراديو، كما أنه لم يكن وسيلةً مكلفة، محصورة بالنخبة الثقافية أو الاقتصادية، مثل الفونوغراف.
على العكس، يقول سايمون في كتابه، كان الشريط المسجّل أكثر وسائط الإعلام شعبيةً، ليس فقط لقلّة ثمنه، بل قبل ذلك لأنه أتاح ــ ولأوّل مرّة ــ للناس، وحتى لأبسطهم، التحوّل من مجرّد مستهلكين للثقافة إلى صانعين لها، وهو ما يشرح انتشار عدد كبير من الأشرطة ذات المحتويات الثقافية والفكرية والسياسية التي وضعها أفراد من خارج المؤسسة الرسمية، والتي لعبت أدواراً في رسم تفاصيل الحياة الثقافية والاجتماعية في مصر خلال النصف الثاني من القرن الماضي.