"أنا عراقي أنا أقرأ": دورة تاسعة عنوانها مظفّر النواب

07 نوفمبر 2022
من فعاليات الدورة الخامسة، 2017
+ الخط -

قبل عقدٍ من الزمن، انطلقت في العراق فعاليات الدورة الأولى من مبادرة "أنا عراقي أنا أقرأ"، في محاولة من المنظّمين لتعويض ما فرضته الظروف الاقتصادية والسياسية على سوق الكتاب. ظروفٌ لم تستطع المؤسّسات الرسمية تجاوزها عبر الأنشطة التابعة لها مثل "معرض بغداد للكتاب" الذي قلّما استطاع جذب دُور نشر عربية في تلك الفترة، عدا عن المشكلة الأساسية المتمثّلة بأسعار الإصدارات المرتفعة التي لا تتناسب مع قدرة المواطن الشرائية.

مساء السبت الماضي، 5 تشرين الثاني/ نوفمبر، أُقيمت فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان "أنا عراقي أنا أقرأ" في "حدائق أبو نواس"، وسط بغداد، إلى جانب انطلاقه، خلال الوقت نفسه، في ستّ محافظات أُخرى، وهي: ديالى، ميسان، الديوانية، الأنبار، البصرة، نينوى. دورةٌ تأتي استمراراً لما حقّقته المبادرة خلال السنوات السابقة، من استقطاب جمهور كبير من القرّاء، والتأسيس لحدث سنوي يتطوّر تدريجياً.

يشهد المهرجان توزيع 35 ألف كتاب مجّاني على الحضور في المحافظات المُشاركة، وهو ما يصفه المنظّمون بأنّه المهرجان الأكبر من حيث توزيع الكتب المجّانية في الشرق الأوسط، إذ ساهم فيها عددٌ كبير من المتبرّعين من أصحاب المكتبات والكتّاب والقرّاء، إلى جانب التبرّع بمكتبات شخصية، مثل مكتبة أستاذ العلوم السياسية الراحل يوسف حمدان، وجزء من مكتبة الباحث الراحل سالم الآلوسي. وبدأت التحضيرات للمهرجان قبل شهرين من انطلاقه، حيث فُتح باب استقبال تبرُّعات الكتب عبر صندوق خاص وُضع وسط شارع المتنبي في بغداد.

لا تقتصر التظاهرة على بغداد بل تتوزّع على ستّ مدن عراقية

وقد اختارت "مؤسسة أنا أقرأ"، المُشرفة على المهرجان، الشاعرَ الراحل هذا العام مظفّر النّواب (1934 ــ 2022) شخصية للدورة الحالية، حيث خُصِّصت له زاوية ستشتمل على ألفي نسخة من كتاب "مختارات من شعر مُظفّر النّواب"، وهو الكتاب الذي بادر إلى طباعته "الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العراقيين" خصّيصًا للفعالية، إلى جانب تبرّع "الاتحاد" بثلاثة آلاف كتاب متنوّع من إصداراته.

افتتح المهرجان بعروضٍ موسيقيّة قدّمتها فرق مختلفة في بغداد والمحافظات، إلى جانب توقيع مجموعة من المؤلّفين لإصداراتهم، وهو يشهد فعاليات متنوّعة من معارض فنية، ومسرح دمى وزوايا خاصّة بأدب الطفل، وجلسات تتناول قضايا تمسّ حياة الفرد العراقي كظاهرتي التصحّر وجفاف الأهوار.

يشهد المهرجان مشاركة كتّابٍ وفنّانين ومعنيّين بالشأن الثقافي، من مختلف الأعمار، إلى جانب القرّاء الذين يلعبون دورًا أساسيًا فيه، وهو ما يُعدّ الهدف الأوّل لاستقطاب أكبر عدد من الأفراد عبر التوزيع المجاني الذي يعزّز رغبة الفرد باقتناء الكتاب وقراءته، إضافةً إلى ما يخلقه هذا التجمّع من أجواء ثقافية ولقاءات فكرية وما يتركه من أثر في الحضور.

يُشار إلى أنّ المهرجان انطلق بنسخته الأولى عام 2012، وتطوّر في ما بعد ليتحوّل إلى منظّمة تُعنى بالكتاب والترويج للقراءة عبر فعاليّتها السنوية "أنا عراقي أنا أقرأ".

المساهمون