أليثا مكنيش.. منسوجات تستعيد تراث الكاريبي

20 فبراير 2023
من المعرض
+ الخط -

في عام 1966، تأسست "حركة الفنانين الكاريبيين" في لندن، والتي سعى أعضاؤها إلى استعادة الهوية المشتركة التي توحّد شعوب الكاريبي في بلدان كوبا وجامايكا وبورتوريكو وهايتي وترينيداد وتوباغو وجوارها، في سياق مطالبتها بالاستقلال عن بريطانيا.

رغم أن الحركة ركّزت على الفنون بشكلّ أساسي، إلا أنها ضمّت في عضويتها روائيين وشعراء وكتّاب مسرح ومخرجين مسرحيّين، استطاعوا خلال سنوات قليلة تكريس ثقافة منسيّة أو شبه مطموسة بسبب القوى الاستعمارية التي استفادت من المسافات الشاسعة بين هذه البلدان، بحيث جعلتها مرتبطة بشكل عضوي بمراكزها.

من المعرض
من المعرض

من أبرز هؤلاء الفنانين كانت أليثا مكنيش التي تتمّ استعادتها في معرض بعنوان "اللون لي" الذي افتتح في غاليري "ذا وايت وورث" بـ"جامعة مانشستر" البريطانية نهاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ويتواصل حتى الثالث والعشرين من نيسان/ إبريل المقبل.

الفنانة المولودة في جزيرة ترينيداد عام 1924، لأب عمل كاتباً وناشراً وأمٍّ تعمل مصمّمة أزياء قبل أن تنتقل العائلة سوية إلى بريطانيا مطلع خمسينيات القرن الماضي، وهناك درست الهندسة المعمارية في "مدرسة لندن للطباعة وفنون الغرافيك"، وواصلت دراساتها العليا في "الكلية الملكية للفنون"، واختارت بعد تخرّجها أن تصمّم المنسوجات بشكل أساسي.

أليثا مكنيش، أرشيف "جامعة برايتون"
أليثا مكنيش، أرشيف "جامعة برايتون"

استخدمت مكنيش في أعمالها الأولى نسيج قطن البوبلين الذي يتميز بالكثافة، ويتكوّن من خلفية سوداء وزرقاء مع دوائر صغيرة متراكبة تتكرّر باللون الأحمر الزاهي والأخضر والأزرق، وقدّمت محاولات فاشلة كثيرة قبل أن تنجح في محاكاة حقول قصب السكر في بلادها.

يضمّ المعرض نماذج مختارة من تصميماتها التي تضمّنت أشكالاً نباتية طبيعية، مستمّدة من منطقة البحر الكاريبي والريف الإنكليزي، بأسلوب ينزع إلى الألوان الصاخبة، وتمكّنت من خلاله بقلب القواعد الراسخة لتصميم المنسوجات في بريطانيا حتى السبيعينيات.

من المعرض
من المعرض

أصرّت مكنيش على تنفيذ جميع أعمالها بنفسها، وهو ما ساهم في تطوير مهاراتها التقنية في جميع مراحل الطباعة، لذلك تمكّنت من تقديم منسوجات ذات تصاميم معقّدة وقامت بالتجريب سواء على مستوى الخامات أو التقنيات والأساليب، ولم تكن مكترثة بالتصوّرات التقليدية حول الحدود الفاصلة بين المنسوجات بوصفه فناً أو حرفة يدوية.

المعرض الذي أتى نتاج بحث استمر لثلاث سنوات، تضمّن مسحاً لأرشيفها الشخصي وأطروحتها الجامعية وصوراً فوتوغرافية تنتمي إلى مرحلة الدراسة، وبعض أعمال النسيج الأولى التي عبّرت عن نهجها مشيرةً إليه باسم "العين الاستوائية"، في إشارة إلى أنها ترى العالم من خلال منظورها كمواطنة كاريبية، وغيرها من المتعلّقات التي يحتويها المعرض كذلك، وتوضح جميع هذه العناصر تأثير الفنانة على اتجاهات تصميم الملابس والأثاث والديكورات خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.

كما تُعرض اسكتشات لتصميماتها جدرايات وضعت في سفن بحرية، وأُخرى لباب خزانة ملابس، والجدران الداخلية لقطارات تعمل في سكّة الحديد البريطانية، وكذلك تصميم استوديوهات مخصصة لتقديم عدد من البرامج التلفزيونية.
 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون