أكسيل بريمون.. رمزية الحيوان في الحضارة المصرية

13 فبراير 2023
(نقش مصري يعود إلى 1200 ق. م)
+ الخط -

في معظم دراساتها، تركّز أكسيل بريمون على أنثروبولوجيا العلاقات بين الإنسان والحيوان في الحضارة المصرية القديمة، وحضورها في الفنون كما تظهرها النقوش والأيقونات والتماثيل، وتحوّل صورتها من مرحلة تاريخية إلى أخرى.

وتضيء أستاذة علم المصريات والباحثة المصرية جملة تصوّرات حول رمزية الحيوان انطلاقاً من فهم المصريون القدامى للطبيعة وتطوّره عبر العصور، إلى جانب تبدلات أخرى ترتبط بسياقات اقتصادية واجتماعية ودينية، أو بفترات الاستقرار والاضطرابات والحروب، أو الكوارث الطبيعية.

يستضيف "المعهد الفرنسي للآثار الشرقية" أكسيل بريمون عند السادسة من مساء الثلاثاء، الثامن والعشرين من الشهر الجاري، لتقديم محاضرة بعنوان "عندما أصبحت السلحفاة رمزاً للشر: تطور وتغيّر رمزية الحيوانات في مصر القديمة"، ضمن سلسلة "محاضرات إيجيبتولوجي بالعربي" التي تنظمها مبادرة "المكان والناس" بالتعاون مع المعهد.

تفكك الباحثة الطرح الشائع حول رمزية الحيوانات في الفكر المصري القديم باعتبارها مسألة واضحة وثابتة وغير متغيرة، موضّحة أن هذه المسألة مثلها مثل مظاهر ثقافية أخرى قد شهدت تغيّرات بمرور الوقت تبعا لتغير الأشخاص وفهمهم وتفسيرهم للنصوص المقدسة في مصر القديمة.

وتتناول في محاضرتها رمزية السلحفاة المائية والوعل، وذلك في محاولة لعرض جوانب وطبقات مختلفة للمعاني المتراكمة عبر التاريخ، وذلك لإلقاء الضوء على هذه المناقشات العلمية والتناقضات الدائمة التي تتميز بها أي ثقافة حية.

وتشير بريمون إلى أن المصريين شدّتهم  قدرة السلحفاة على الغوص تحت الماء، ما جعلها تكتسب صفة الغموض، كما كانت تعتبر حيوانات قوية، لذا جرى استخدام صورها لدرء الشر، وكانت صور السلاحف شائعة على العصي الخشبية والبرونزية التي يستخدمها الكهنة، وغالبًا ما يشار إليها في عصور الأسر المتأخرة باسم "العصي السحرية"، وكانت هذه القضبان مثبتة في اليد اليسرى للكاهن أثناء أداء طقوس معينة.

في فترة لاحقة، ارتبطت السلحفاة بالإله المصري ست، وهو إله الحرب الذي لا يتمتع بسمعة طيبة في المعتقدات المصرية القديمة، لذلك اعتبرت أنها مخلوقات شريرة لفترة طويلة في مصر القديمة، وارتبطت ضمنياً بالعالم السفلي، بحسب المحاضِرة..
 

المساهمون