نشرت قناة "بي بي سي"، مطلع العالم الحالي، تقريراً صحافيّاً يتناول الرقابة في الولايات المتحدة الأميركية، لا سيما تلك التي تُمارسها المؤسسات التعليمية والأدبية في بعض الولايات، والتي تمسّ بشكل صارخ قائمة من الكُتب المُختلفة التي صار من الصعب الحصول عليها في مكتبات المدارس والمكتبات العامة.
ووفقاً للتقرير الذي نشرته القناة آنذاك، فإنَّ الرقابة تكون أكثر أو أقلّ صرامةً تبعاً للولاية، حيث كانت ولاية تكساس الأُولى من حيث مُمارسة الرقابة، إذ حظرت السلطات التعليمية في العام 2021، العديد من الكُتب الثقافية في المكتبات، زاعمةً أنَّ الكثير من الآباء اشتكوا من محتواها.
يبدو أن الشاعر والكاتب المسرحي البريطاني وليام شكسبير (1564 - 1616) هو الضحية الجديدة للّوائح التي تُقيّد القراءة والمحتوى التعليمي لطلّاب المدارس العامة في ولاية فلوريدا، وفقاً لوسائل إعلام محلّية فيها.
وقد أفادت هذه المصادر، أنه تمَّ توجيه مُعلّمي اللغة في المدارس والمعاهد، مؤخّراً، إلى منع بعض أعمال صاحب "عُطيل"، كما أنه صار من غير المسموح لهُم قراءة مقتطفات مُعيّنة من مسرحيات مثل "هاملت"، و"روميو وجولييت"، لأنها "تحتوي على مقاطع جنسية أو عنصرية لا يُمكن السماح بها".
يُذكر أنّ ولاية فلوريدا لها تاريخ طويل مع الرقابة، ذلك أن شكسبير ليس الكاتب الكلاسيكي الأول الذي تُمنع أعماله أو تُقتطع أجزاء منها، فقد حصل الأمر نفسه، في عام 2020، مع أعمال الرسام والنحّات الإيطالي مايكل أنجلو، الذي حذفت بعض لوحاته من المناهج المدرسية "لأن محتواها غير أخلاقي"، كما أفادت السلطات التعليمية في الولاية الأميركية حينها.