صدر حديثًا عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" العدد السابع عشر (تشرين الأول/ أكتوبر 2022) من الدورية المحكّمة "أسطور"، متضمّنًا عددًا من الدراسات والشهادات ومراجعات الكتب.
يشتمل العدد على أوراق ندوة "هشام جعيط المؤرّخ والمفكّر"، التي عقدتها الدورية نصف السنوية بالتعاون مع فرع "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في تونس، و"مركز الدراسات والبحوث الاقتصادية والاجتماعية" و"مَخبر تاريخ الاقتصاد المتوسطي ومجتمعاته" في تونس، خلال آذار/ مارس 2022، للوقوف على الإرث الفكري والمعرفي الذي تركه المفكّر التونسي، الذي رحل عن عالمنا العام الماضي (1935-2021).
يتضمّن العدد دراسة بعنوان "هشام جعيط والمستشرقون" لحياة عمامو، التي تشير إلى أن الراحل خاض في الاستشراق باعتباره تيّارًا فكريًّا ظهر خلال القرون الوسطى وبلغ أوج تطوّره في القرن التاسع عشر، وفرّق بين مختلف التيّارات الفكرية للاستشراق، ثمّ فرّق بين الاستشراق الأوروبي اللاتيني، وخاصّة منه الفرنسي المتأثّر بالإرث الاستعماري، والفلسفة الألمانية التي تعاملت مع الإسام من دون أفكار سلبية مسبقة.
"هشام جعيط والتأسيس لأنوار عربية" عنوان دراسة كمال عبد اللطيف التي تفترض أن جوانب مهمّة من قوة محاولات جعيط في التأسيس لأنوار عربية تتمثّل في التفاعل الإيجابي والنقدي الذي مارسته أعماله مع ميراث الأنوار ومكاسبه الفكرية والاجتماعية، إضافة إلى أشكال استحضاره مختلف التحديثات والأسئلة المطروحة اليوم في ثقافتنا ومجتمعنا.
أمّا دراسة "هشام جعيط في ميزان السيرة النبوية الحديثة" لسمية الوحيشي، فتنظر أوّلًا في مختارات من محطّات مختلفة في ما أنتجه الفكر العربي الحديث في السيرة النبوية عمومًا، ثمّ تحدّد ثانيًا، من خلال منهجية "مَوْقعةِ النصّ في سياقه"، المراحلَ الزمنية المختلفة التي مرّ بها نص السيرة، وتقف عند الخصائص التي اكتسبها النص في كلّ مرحلة. وتحاول أخيرًا، في ضوء هذا النتاج الفكري الحديث في السيرة، ومن خلال مَوْقعة نص هشام جعيط ضمن سياق الخطاب الفكري المابعد حداثوي، أن تلقي ضوءًا تقييميًّا جديدًا على "السيرة التي أنتجها.
ويناقش عمرو عثمان، في ورقته "هشام جعيط والسيرة النبوية: في نقد المنهج"، بعض الردود النقدية على ثلاثية جعيط عن السيرة النبوية، لا سيّما ما يتعلق منها بالجوانب المنهجية في دراسة السيرة، وتُختتم ببعض الملاحظات المتعلّقة بتلك الردود على جعيط، وما تدلّ عليه في ما يخصّ طبيعة الكتابة والنقد التاريخييّن في العالم العربي المعاصر، فضلًا عن فرص التواصل بين أصحاب المناهج والمدارس المختلفة.
ويُختَتم هذا الباب بدراسة لمساهمة "هشام جعيط في التأريخ للنظم والمؤسسات في بلاد المغرب"، لحسن حافظي علوي. أمّا في باب "شهادات"، فنقع على مقالة "من بواكير مؤلّفات هشام جعيط: سؤال الماضي وهاجس المصير" لمحمّد حسن، في حين يَختتم العدد أبوابه بـ"مراجعات كتب"، الذي يضمّ ثلاث مراجعات، هي: "تفكّر التاريخ، تفكّر الدين" لهشام جعيط، من إعداد حياة عمامو، ومراجعتان لكتاب "هشام جعيط: مسار باحث ومفكر تونسي" لحياة عمامو، وقّعهما كلّ من عبد الحميد هنية وكمال عبد اللطيف.